كشف مصدر رسمي عملياتي، أمس الجمعة، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي حررت ما يقارب 100 رهينة اجنبية من اصل 132 اجنبيا احتجزتهم المجموعة المسلحة رهائن في موقع لانتاج الغاز بعين أميناس ، كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية صباح أمس الجمعة في حصيلة أولية أن التدخل العسكري التي قامت به الوحدات الخاصة للجيش قد أسفرت عن تحرير 650 رهينة بينهم أجانب، من قبضة المجموعة المسلحة التي اقتحمت فجر الأربعاء الماضي منشأة الغاز بعين أميناس. و كان مصدر امني قد قال لوكالة فرنس برس أمس الجمعة ان القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي قتلت 18 ارهابيا أول أمس الخميس خلال اقتحامها للموقع الغازي في عين امناس . وقال المصدر ان المجموعة الإرهابية كانت مدججة بالاسلحة الثقيلة بما فيها صواريخ وقاذفات صواريخ واسلحة حربية اخرى وبحسب المصدر فان المهاجمين كانوا ينوون احتجاز العمال الأجانب رهائن ثم نقلهم الى مالي للضغط على الدول التي تشارك في التدخل العسكري. واضاف ان المجموعة خططت ايضا لقتل كل الرهائن الاجانب في حال فشلت في الهروب الى مالي لإعطاء اقصى صدى اعلامي ممكن. وتابع بحسب المعلومات التي تلقتها القوات الخاصة فان الخاطفين كانوا سيرتكبون مجزرة. وخلص المصدر الى ان تدخل الجيش الجزائري المدرب جيدا على مثل هذه العمليات جاء في الوقت الذي حاولت فيه المجموعة المسلحة الفرار وحال دون حدوث كارثة يروح ضحيتها مئات الرهائن وتجهيزات مصنع الغاز . واوضح المصدر ان عدد افراد المجموعة الاسلامية المسلحة التي قامت بالهجوم تقارب ثلاثين فردا و هي من جنسيات مختلفة , مصرية , ليبية , تونسية و مالية. و كان وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية قد أكد أن التخطيط لعملية هجوم المسلحين على المنشأة النفطية تم من داخل الأراضي الليبية وتمت بتخطيط وإشراف قائد كتيبة الملثمين الإرهابي مختار بلمختار, الملقب، خالد أبو العبّاس، والمعروف ب الأعور ، والمرتبط بتنظيم القاعدة في المغرب العربي ، و هو التنظيم الذي أكد الأربعاء الماضي مسؤوليته عن الهجوم على المنشأة النفطية واحتجاز رهائن عبر كتيبة الموقّعين بالدم, التابعة لها وقالت إنها تمكّنت من احتجاز 41 رهينة غربياً من 9 إلى 10 جنسيات مختلفة، بينهم 7 رهائن أميركيين. و كان وزير الاتصال محمد السعيد قد قال مساء أول أمس الخميس ان العملية سمحت بتحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين و الأجانب والقضاء على عدد كبير من الإرهابيين الذين حاولوا الفرار، معربا عن الاسف لسقوط بعض القتلى. ويعمل في موقع الغاز القريب من الحدود الليبية (1600 كلم جنوب شرق الجزائر) 700 عامل اغلبهم جزائريين لصالح شركات بي بي البريطانية والنروجية ستايت اويل والشركة الجزائرية سوناطراك. الجيش تدخل بعدما تيقن أن الخاطفين قرروا قتل الرهائن الأجانب قال مصدر أمني جزائري، أمس الجمعة، أن قيادة الجيش قررت التدخل على وجه السرعة، بعدما أيقنت أن المجموعة المسلحة التي كانت تحتجز رهائن جزائريين وغربيين بمنشأة عين أميناس النفطية ستقتلهم جميعاً لإحداث أكبر صدى إعلامي و أن المجموعة كانت مصممة على بلوغ هدفها , موضحا أن المجموعة كانت تعتزم حجز الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن وتحويلهم إلى مالي من أجل ممارسة ضغوطات قاسية على الدول المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي وكذا على المجتمع الدولي و هو ما دعاهم إلى طلب سيارات رباعية الدفع و المؤونة في بداية الأمر عند تقديم مطالبهم . وأضاف أن المجموعة عندما فشلت في ذلك، عزمت القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي، وقد حاولت القوات الخاصة الجزائرية التي حاصرت المكان طيلة صبيحة أمس الخميس التوصل إلى حل سلمي، غير أن الإرهابيين استنادا إلى معلومات تلقوها قرروا القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع. وقال إنه بناءً على ذلك قررت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي التي تتمتع بخبرة واحترافية بالغتين الهجوم برا بهدف القضاء على هذه المجموعة التي كانت تستعد للفرار مع الرهائن والتي كانت على وشك أن تحدث كارثة. ولفت المصدر إلى أن تدخل القوات الخاصة تم في ظروف معقدة جدا وأدى إلى تجنب مجزرة حقيقية في حق مئات الرهائن فضلا عن تجنيب وقوع خسائر بالمنشأة النفطية. خاطفو الرهائن يساومون الأمريكيين بمعتقلين إثنين بالسجون الأميركية و ذكرت وكالة نواكشوط للأنباء (ونا) الموريطانية عن مصدر في الجماعة الخاطفة للرهائن ، أمس الجمعة، أن زعيمها مختار بلمختار، أعلن الاستعداد لمبادلة الرهائن الأميركيين بكل من الشيخ عمر عبد الرحمن، والباكستانية عافية صدّيقي، وهي طبيبة أعصاب ، المحكومة عليها بالسجن 86 عاماً في الولاياتالمتحدة بتهمة محاولة قتل جنود أميركيين وعملاء بمكتب التحقيقات الفدرالية أف بي آي أثناء احتجازها في سجن بأفغانستان , و هي مطالب تعجيزية للإدارة الأمريكية التي تجرم آية عملية تفاوضية مع المختطفين أو الإرهابيين و هو نفس موقف الجزائر التي بادرت إلى حل الأزمة عسكريا عوض إعطاء آية فرصة للتفاوض مع المختطفين. ونقلت الوكالة التي لديها علاقات بالإسلاميين في المغرب العربي عن المصدر في جماعة الملثمين المنشقة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، إن بلمختار ، سجّل شريط فيديو مصور سيرسل إلى وسائل الإعلام، طالب فيه الفرنسيين والجزائريين بالتفاوض من أجل وقف الحرب التي تشنها فرنسا على الأزواد. مسؤول اميركي يؤكد ان ازمة الرهائن في الجزائر حساسة و أوباما يتابع الوضع عن كثب اعلن مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه أمس الجمعة ان ازمة الرهائن في الجزائر حساسة و لا تزال قائمة ، مشددا على اهمية سلامة الرهائن. مضيفا أن ازمة الرهائن حساسة وهي لا تزال متواصلة و الاولوية الكبرى بالنسبة إلى بلده هي سلامة الرهائن. من جهة أخرى, اوضح البيت الابيض الأمريكي ان فريق الامن القومي للرئيس يطلع الرئيس باراك اوباما بشكل منتظم على تطورات الوضع في الجزائر. وتابع المتحدث باسم مجلس الامن القومي تومي فييتور قائلا : نحن على اتصال متواصل بالحكومة الجزائرية وقلنا بوضوح ان الاولوية الكبرى بالنسبة الينا هي سلامة الرهائن. وقد ناقش الرئيس الوضع مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيدكاميرون البارحة. كاميرون يقول إنه عرض على الجزائر المساعدة قبل عملية تحرير الرهائن أفاد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس جمعة، بأنه عرض على الجزائر الدعم التقني والإستخباراتي قبل عملية تحرير الرهائن المحتجزين من قبل جماعة اسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة بحقل عين إميناس للغاز. وقال كاميرون في بيان أمام المجلس العموم (البرلمان) البريطاني، إن الدعم شمل ارسال خبراء بمجال التفاوض لتحرير الرهائن وفرق إنقاذ، لكن الجزائر رفضت العرض. و أضاف أن عدد البريطانيين الذين لا يزالون رهن الخطر في قضية احتجاز الرهائن، انخفض بشكل كبير عن التقديرات السابقة البالغة 30 بريطانياً، في حين تستمر القوات الجزائرية بمطاردة الإرهابيين في الموقع . وفيما أدان كاميرون الهجوم على منشأة الغاز في الجزائر، وصفه بأنه ضخم ومنسّق بصورة جيدة ومسلح بشكل كبير . وقال إن موقع عين أميناس واحد من أكثر الأماكن النائية في العالم، ما يعني أنه من الصعب الحصول على صورة كاملة لما يحدث فيه، غير أن عدد البريطانيين المعرضين للخطر هو الآن أقل من 30 . واضاف رئيس الوزراء البريطاني ,علينا أن نكون واضحين تماماً بأن الإرهابيين هم الذين يتحملون مسؤولية هذا الهجوم والخسائر بالأرواح، وأن أعمالهم لا يمكن تبريرها أبدا. رئيس الوزراء الفرنسي : مقتل عدة رهائن في الجزائر والعملية متواصلة اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت أمس الجمعة مقتل عدة رهائن كانوا محتجزين في موقع لانتاج الغاز في الجزائر موضحا انه لم يعرف عددهم و جنسياتهم في الوقت الحاضر. و قال آيرلوت أنه تحدث مع الوزير الأول عبد المالك سلال الذي اكد له ان العملية متواصلة, موضحا أنه على تواصل منتظم مع سلطات الجزائر وهي بلد عانت بقسوة في السابق مع الإرهاب و على اتصال بالدول الاخرى المعنية بأزمة خطف الرهائن. وزير خارجية فرنسا: السلطات الجزائرية كانت مضطرة لاستعمال القوة افادت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أمس الجمعة، أن الجزائر كانت تطلع "بانتظام" فرنسا بشأن قضية احتجاز الرهائن يوم الاربعاء بالمركب الغازي بإن أمناس بولاية إليزي (جنوب-شرق) و أن السلطات الجزائرية اعتبرت انه لم يكن لها خيار آخر سوى شن الهجوم. و صرح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية السيد فيليب لاليو خلال ندوة صحفية أن "السلطات الجزائرية اعتبرت أنه لم يكن لديها خيار آخر سوى شن الهجوم (...) و كانت باريس مطلعة بانتظام من طرف الجزائر العاصمة". و في تعليق حول قرار الجزائر شن الهجوم الذي سمح لحد الساعة بتحريرأزيد من 650 رهينة من بينهم نحو مائة أجنبي تطرق ممثل الخارجية الفرنسية الى وضعية "معقدة للغاية بالنظر إلى العدد الكبير من الرهائن المحتجزين". و قال الناطق الرسمي "ليس لدينا اليوم حصيلة رسمية حول ما جرى" مضيفا انه "لا يتوفر على العدد الرسمي للفرنسيين المعنيين" و لا معلومات "حول "ما يكون قد حدث لهم". واعتبر ان احتجاز الرهائن يؤكد أن "وجود مجموعات ارهابية" في الساحل يعد "رهانا بالنسبة لكل المجتمع الدولي". 500 شركة فرنسية لا تريد مغادرة الجزائر اكدت لورانس باريسو رئيسة ابرز منظمة لارباب العمل في فرنسا أمس الجمعة، ان 500 شركة فرنسية في الجزائر قد شددت تدابيرها الامنية لكنها لا تنوي مغادرة البلاد في اعقاب الهجوم الدامي الذي شنته على منشأة للغاز مجموعة اسلامية. وقالت باريسو في تصريح لشبكة فرانس-2 ان هذه الشركات التي تعمل خصوصا في مجال الطاقة والمناجم تقوم، ونحن نعرف ذلك منذ 24 ساعة، باضافة تدابير على اجراءاتها لتأمين اقصى درجات الحماية لموظفيها ومواقعها. واضافت , مع ذلك، ليس واردا ان تغادر هذه الشركات المنطقة. واوضحت باريسو ان عددا كبيرا من هذه الشركات اعاد موظفيه غير الضروريين الى فرنسا منذ حوالى سنتين. وذكرت بأن القسم الاكبر من هذه المؤسسات يعمل في قطاعي الطاقة والمناجم. وذكرت باريسو انه ما زال من المبكر تقويم العواقب الاقتصادية لاحتجاز الرهائن في موقع ان امناس. يوسفي يؤكد توقيف محطة ضخ الغاز في عين امناس اكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أمس الجمعة ان عمال شركة سوناطراك اوقفوا محطة ضخ الغاز في عين اميناس بعد تعرض الموقع لهجوم من قبل مجموعة اسلامية مسلحة. وقال الوزير في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية, ان مسؤولي سوناطراك الموجودين في عين المكان قرروا توقيف محطة ضخ الغاز ومعها كل التجهيزات بحيث لا تشكل خطرا . مدلسي يستقبل سفراء الغرب كشف الناطق الرسمي لوزارة الخارجية عمار بلاني أن وزير الخارجية مراد مدلسي استقبل سفراء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا واليابان والنمسا والنرويج و كندا والاتحاد الأوروبي. و قدم الوزير خلال اللقاء تفاصيل جديدة بشأن المعلومات التي قدمت فيما قبل لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعنية ولمسؤوليهم في اتصالات هاتفية أجراها رئيس الوزراء عبد المالك سلال ومدلسي مع نظرائهم بخصوص وضع رعاياهم العاملين بالموقع. وأضاف بلاني أنه تم الاتفاق عقب اللقاء على الإبقاء على الاتصالات لتقاسم وتوضيح كل المعلومات الضرورية، كما أكد أن السفراء أعربوا عن تضامنهم ودعم دولهم للجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية. مشيرا أن السفراء أعربوا عن تضامنهم ودعم دولهم للجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية. أحمد درويش