كشف ستيفان لوم، مدير مرصد الأبحاث النوويه الفرنسية، أن الحملة العسكرية التي قادها الجيش الفرنسي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي، إنما كان بهدف حماية المصالح الفرنسية، في خرجة تكشف عن حجم التضليل الذي خيم على الحملة العسكرية. فقد قال مسؤول مرصد ألأبحاث النووية في تصريحات أوردتها يومية "لوموند" الفرنسية ان الحملة العسكرية الفرنسية على شمال مالي، إنما جاءت لتأمين مصالحها الطاقوية بالأساس، في المناطق الصحراوية المالية الغنية بالغاز والبترول والذهب، واليورانيوم، الذي عادة ما يستعمل في صناعة الأسلحة النووية.. ومعلوم أن شركة أريفا الفرنسية تدير منجما لاستخراج اليورانيوم في دوله النيجر، الجارة الشرقية لمالي، الذي كان قد تعرض عماله الفرنسيين لعملية اختطاف وهم لا يزالون إلى غاية اليوم يجهل مكان تواجدهم، وقد نسبت يومها للجماعات الاسلامية المسلحة. كما تعتبر مالي المستعمرة الفرنسيه السابقة، من الدول المعروفة بغناها بالمنجم الأثمن، وهو الذهب، حيث تضعها الإحصائيات العالمية، ثالث منتج للذهب في افريقيا، وهو ما يرجح أن تكون القلاقل الأمنية التي تعيش على وقعها، من بين أسبابها هذه الثروة التي يحسدها عليها الكثير. وتعمل أريفا في التنقيب عن اليورانيوم في النيجر منذ أكثر من خمسة عقود وتزود قطاع الطاقة النووية الفرنسي بجزء كبير من المواد الخام، حيث تنتج 30 بالمائة من حاجيات فرنسا في تشغيل المحطات النووية ال 58 المتواجدة في فرنسا، التي تنتج 75 بالمائة من الكهرباء في فرنسا، ما يعني أن أي تأثير على عمل "أريفا" من شأنه أن يدخل صناعة الطاقة في فرنسا في دوامة كبيرة يصعب تجاوزها. ويذكر أن الحكومة المالية كانت قد منحت في عهد الرئيس السابق الذي أطيح به في انقلاب عسكري، أمادو توماني توري، كل من فرنسا وكندا امتياز استخراج البترول والغاز في عدة مناطق في الشمال الذي سيطرت عليه الجماعات المسلحة خاصة في حقل "تاودني" القريب من موريتانيا. وتكشف هذه المعطيات أن تحمس القوى الغربية للتدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، والالتزام بدعمه سياسيا وعسكريا لتثبيت بقائه هناك، إنما الهدف منه السيطرة على ثروات المنطقة وتسخيرها لفائدة الاقتصاديات الغربية، وفق منطق توافقي تقتسم من خلاله مناطق النفوذ بين فرنسا التي ترفض خروج مستعمراتها السابقة عن نفوذها، والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، اللتان تسيطران على مقدرات مستعمراتهم السابقة في الشرق الأوسط والخليج بالخصوص، الذي يعتبر أكبر منتج ومصدر للطاقة في العالم.