تعد آلام الرأس واحدة من الشكاوى الطبية الأكثر شيوعًا، ف 15% من الأشخاص يلجأون إلى تلقي العلاج الطبي بسبب الصداع، وتظهر الكثير من الدراسات المختصة بكشف أسباب الصداع، أن ما يزيد عن نصف الأشخاص يعانون من آلام الرأس على الأقل مرة واحدة في السنة ، غير أنهم يحتملون الألم و يضطرون إلى الصبر على تلك المعاناة دون اللجوء إلى الطبيب. فما هو السبب الرئيسي لآلام الرأس ؟ . محمد بن حاحة تشير أغلب الدراسات إلى أن "الصداع التوتري" هو من أنواع الصداع الأكثر شيوعًا, أما ما يكثر حوله حديث الناس فهو نوبات قليلة وعابرة ، و تطرقت الدراسات بغض النظر عن معاناة المريض وعائلته، إلى التكلفة المادية التي يتكبدها المريض وذويه، فكلفة أدويتها جد باهظة، حيث أن في الولاياتالمتحدة وحدها يتسبب الصداع في ضياع أكثر من 150 مليون يوم عمل وحوالي 350 ألف يوم تعليم في كل سنة . و لقد تبين أن أكثر من 90% من المرضى الذين يشتكون من الصداع فإنهم يعانون من أحد هذه الأمراض و هي إما الصداع التوتري الذي لم يكتشف الأطباء بعد ما هو المسبب الرئيسي لهذا النوع الأكثر شيوعًا من آلام الرأس, غير أنهم واثقون من أن تشنج العضلات يلعب دورًا هامًا في ظهوره، ويأتي الألم في هذه الحالة منفردا غير مصحوب بأعراض أخرى كالغثيان, التقيؤ, الحساسية للصوت وغيرها, غير أنه قد تظهر حساسية في عضلات الرقبة, الرأس أو الكتفين. وعادةً ما يكون الألم ذا طابع موحد ثم قد تزداد حدته أوتخف خلال النوبة, و لا يزيد الألم في هذه الحالة عند القيام بمجهود جسماني. أما الحالة الثانية الشقيقة أوالصداع النصفي فإنها تتصف بتفاقم الألم عند التعرض للضوء أو سماع الأصوات الصاخبة,وكذلك عند ممارسة الرياضة أو أي نشاط, حركي مجهد يصحبه في هذه الحالة الأعراض السابقة الذكر كالغثيان, ،التقيؤ و تخيل الأمواج أو المهيجات حسية أخرى، و في حين يستمر الصداع بضع ساعات,عادة, إلا أن النوبات الطويلة قد تستمر حتى لثلاثة أيام. و فيما يخص الحالة الثالثة، و التي تدعى الصداع العنقودي، فإنها تعتبر من أنواع الصداع الناذرة نسبيا إذ تصيب أقل من 1%من الناس, وهو النوع الوحيد الذي يكثر انتشاره بين الرجال من عند النساء. ويحدث هذا الصداع على شكل مجموعات أو عناقيد طويلة, قد تستمر آلامها لعدة أسابيع بل حتى لعدة أشهر وتتخللها فترات ينقطع فيها الألم، فالصداع العنقودي يأتي بشكل فجائي متسببًا في ألم حاد لا يطاق, بطريقة دائمة تتراوح بين الربع ساعة و الثلاث ساعات متتالية و يكون دائما من جانب واحد, إذ ينطلق عادةً من منطقة العين غير أنه قد يبدأ من أي مكان آخر ثم سرعان ما ينتشر ليعم كل ذلك الجانب مسببا احمرارا في العين ودموعا و شحوبا و تعرقا واحتقانا في الأنف بالجهة المصابة. و تربط الدراسات هذا النوع من الصداع بعوامل وراثية عائلية,ثم تأتي العوامل الأخرى الخارجية كشرب الكحول، غير أن السبب الرئيسي في ظهور هذه الحالة لا يزال مجهولا حتى الآن . و يأتي في المرتبة الرابعة الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية كمسكنات الآلام, والأدوية المتحصل عليها بدون وصفة طبية, و للحد من خطر الإصابة بهذا الصداع, ينصح الأخصائيون بالتقليل من تناول الأدوية المخدرة و المسكنة للألم و مضادات الإلتهاب قدر الإمكان, بل يجب التعود على عدم تناولها مطلقا. هذا و ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من أي نوع من أنواع الصداعٍ أن يراجعوا طبيبهم فور إحساسهم بالألم وأن يتجنبوا الإكثار من تناول مسكنات الألم خاصة إن كان تناولهم لها من دون وصفة طبية نظرا للأخطار الصحية التي قد تتسبب فيها هذه الأدوية، إذ قد يؤدي الإفراط منها إلى الإدمان و انقطاع مفعولها لينقلب سلبيا على المصاب .