أحيت سهرة أمس الثلاثاء كوكبة من الفنانين على غرار هواري بن شنات ، ولهاصي هواري، يوسف جميلة ، هبري إيناس والفنانة جهيدة، حفلا ساهرا بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح على شرف الفنان الأغنية الوهرانية طيب طيبي. الحفل الذي نظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، برعاية وزارة الثقافة،و حضره مجموعة من محبي النغمة الوهرانية، تخلله عرض فيلم وثائقي حول مشوار الفنان، إلى جانب الوصلات الغنائية المتنوعة التي شارك بها الفنانون الحاضرون، كما تم تسليم علبة تسجيلات تضم أغاني الفنان طيبي طيب مع باقة ورود لكل الفنانين المشاركين في الحفل، و تسليم درع التكريم من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، للفنان طيبي الطيب. يذكر أن طيبي الطيب ولد يوم 10 ماي 1927 ، بولاية تيارت، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باستور في المدينةالجديدة بولاية وهران ، بدأ العزف الموسيقي و لم يتجاوز سنه الرابعة عشر فكانت الآرمونيكا أول آلة موسيقية يمتلكها، ليتعلم فيما بعد العزف على القيثارة قبل أن يعشق الكمان و يصبح مرافقه الدائم . في سنة 1942 غادر مدرسة باستور والتحق بمدرسة الفلاح بوهران ثم انضم إلى الكشافة. كان والده الذي يمتهن مهنة المخبري يأخذه معه للعمل ، أملا منه في أن يصبح ابنه صيدلانيا في المستقبل، ولكن خلطة المكونات الفيزيائية التي تحد من معاناة المرضى لم تقنعه بقدر ما استهوته خلطة النوتات الموسيقية التي تعطيه نغما جميلا يقدمه للجمهور. في سنة 1945، قام مع بعض أصدقائه بإنشاء أوركسترا موسيقية و سماها الشبيبة ، كانوا يتمرنون بنادي السعادة و هي مكونة من كل من : مختار سويح ، فليتي قويدر ، طياب داحو ، بنودة ،حميدو . لينسحب من الشبيبة التي ظل بها عامين ، و ينضم للوداد المتكونة من : عبد القادر حاوس، محمد فتحي بومدين دوايدي قدور ،ثم يلتحق بأوركسترا الفنان الكبير بلاوي الهواري سنة 1950، التي كانت تضم كل من: بلاوي الهواري، حجوطي بوعلام رحال ، اعمر وحيد ، سرور عيسى ، سرور بلخير ، بوعمر ، ناجي نور الدين ، سعيد بونيف ، بوتليليس ، سرور حسني، قامت هده الفرقة بقيادة بلاوي الهواري و إشراف محي الدين بشطارزي بإحياء حفلات و سهرات موسيقية و فنية بالمسرح الجهوي لوهران وهذا يوم إثنين من كل شهر، ، ففي الفترة الصباحية كانت الحفلات للنساء أما السهرات فهي مخصصة للعائلات، و من خلال ذلك تعرف الفنان طيبي الطيب على الفرقة المسرحية لمحي الدين بشطارزي المكونة من : مصطفى كاتب،حبيب رضا،رايس سيدعلي ، رويشد ، بن شاعة بلخيثر، محمد حيلمي، محمد توري، رشيد قسنطيني. و من خلال هذه الفرقة أي وفي سنة 1952 بوهران حضر الفنان طيبي طيب لأول مرة حفلة الفنانة وردة الجزائرية التي غنت "أمي يا أمي" و "يامرواح لبلاد"، و أثناء هذه السهرة الخالدة ، كان هو مرافقا للفنان أحمد وهبي الذي غنى "وهران". سجل أول أغنية له بإذاعة وهران سنة 1957 بعنوان "هجرني حبيب". تعتبر مسيرته الفنية كمؤلف و قائد أوركسترا وعازف، حافلة و غنية حيث كتب و لحن الكثير من الأغاني له و للفنانين مثل : هواري بن شنات ، جهيدة ، مليكة مداح ، صوريا عبادلية ، سعاد بوعلي ، كما رافق معظم الأصوات الوهرانية الشابة . الفنان طيبي الطيب أسد من أسود وهران الباهية ، جمع بين العزف و الأداء و التأليف، هذه الثلاثية أهلته لأن يكون من أبرز الوجوه الفنية الوهرانية و عنوان للأصالة و التراث الثقافي الجزائري . مليكة.ب