باشرت مصالح البحث والتحري التابعة للشرطة القضائية لأمن ولاية تلمسان عملية تحقيق معمقة في فواتير تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية على خلفية رسائل تكون قد وصلتها ،وتظم هذه الفواتير مصاريف الإطعام والحلويات و المشاريع المنجزة من قبل مقاولات ومكاتب دراسات غير مختصة في الميدان , ومن شأن التحقيقات أن تكشف فواتير مضخمة بالملايير ومنشآت تجاوزت قيمتها بأكثر من خمسة مرات . العملية جاءت على خلفية رفض والي ولاية تلمسان صرف المبالغ الباهضة ومراسلة الوزير الأول يطالبه بإعفائه من هذه المهمة التي تدخل في خانة الفساد وتبديد المال العام في تظاهرة لم تؤدي ما كان منتظرا منها نتيجة سوء التسيير وإسناد مهمة التنظيم والإشراف لأطراف لا علاقة لهم بتلمسان . وقد حمل الجميع وزيرة الثقافة خليدة تومي مسؤولية هذه المهزلة ، و كشف مصدر أمني مقرب من التحقيق الأمني , أن مصالح الأمن قد وقفت على تجاوزات جمة في تكاليف الإقامة والإطعام, حيث وصلت فواتير الحلويات التي كانت تقدمها إحدى المطاعم التي تربط صاحبها علاقة بالمشرفين إلى 4 ملايير سنتيم في مجموع ما استهلكه الحاضرون من الحلويات والمشروبات خلال تنظيم الملتقيات بقصر الثقافة والندوات الصحفية بالنادي الدولي للصحافة وهي مبالغ لم يتقبلها أي عقل خاصة بعدما وصلت سعر حبة الحلوى إلى حدود ال100دج ومشروب الرويبة دوال30سل إلى 70دج وهو ما خلق مشكلا حقيقيا في صرف هذه المبالغ بعدما رفض والي ولاية تلمسان نوري عبد الوهاب بصفته الآمر بالصرف, تسديد هذه الفواتير التي تدخل ضمن تبديد المال العام،وأكدت التحقيقيات الأمنية أن عدد المشروبات والحلويات الموزعة خلال الملتقيات تزيد بكثير عن عدد الحاضرين التي كانت مسجلة في سجلات المصالح الأمنية التي كانت دائمة الحضور حيث أن معطيات الفواتير وبطاقة الحضور لا تتطابقان ما يؤكد وجود تجاوزات كبيرة في إعداد الفواتير وهو ما سيحيل صاحب المطعم لا محالة على العدالة بعدما تأكد أنه إستغل علاقته بأشخاص نافذين في تسيير التظاهرة من أجل نهب المال العام بطريقة كان يظن أنها ذكية ولا يمكن لأي شخص كشفها, لكن التحقيقات وصلت إليها بالتدقيق . كما أكدت التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن المختصة أن أحد الأشخاص ,حول مقهى قديمة إلى مطعم فاخر في ظرف قياسي بتواطؤ أشخاص فاعلين وتمكن من الفوز بصفقة الإطعام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية, أين بينت التحقيقات وجود وجبات بالملايير ولايمكن إحصائها, حيث أشار التحقيق مثلا إلى أن إطعام الوفود المشاركة في فعاليات الدروس المحمدية التي أقيمت ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية تجاوز عدد الوجبات المعقول رغم أن قائمة المشاركين كانت مؤطرة وواضحة وكل المشاركين كانوا يحملون الشارات على صدورهم ومسجلين في قوائم خاصة ورغم ذلك كشفت التحقيقات أن عدد الوجبات يضاعف عدد الحضور بكثير ،وما زاد من تبديد المال العام هو وضع عدة أماكن للإطعام والإقامة وأغلبها تابعة للخواص, ما عدا فندق الزيانيين ما جعل الفواتير تتضاعف بكثرة وتتراكم وتحصل إلى أرقام لا يمكن قراءتها وأكد المحققون أنها كانت تكفي لبناء تلمسان جديدة لو تم صرفها في البناء والتشييد عوض اللهو والتبديد . شيماء ح