طالب سكان مزرعة "محمد شوفي" ببلدية أولاد الشبل بنصيبهم من برامج التنمية المحلية التي لم يستفيدوا منها منذ 5 عقود، ليدخلوا بذلك في داومة من المشاكل اللامتناهية، والتي تنتظر حلولا عاجلة. استغرب بعض القاطنين بهذه المزرعة والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، كون هذه الأخيرة لم تستفد من أي برنامج تنموي، وكل ما هو متوفر لديهم من مرافق ما هي إلا مخلفات الفرنسيين الذين قطنوا بالمزرعة في الخمسينات، وبمرور الوقت فقدوا الكثير منها غير أن السلطات المحلية المتعاقبة ورغم علمها بظروفهم، لم تقم بأية خطوة تحسب لصالح هؤلاء، سوى جملة من الوعود تتكرر على مسامعهم في كل مناسبة انتخابية، كما أن الاحتجاجات التي قام بها المعنيون في أكثر من مرة من أجل تحسين أوضاعهم لم تأت بنتيجة، لتدفع العائلات فاتورة العزلة، والتهميش على مدار هذه السنوات، وحسب أحد القاطنين فإن مطالبهم تتمثل في ترميم بناياتهم الهشة، التي طالتها التصدعات، والتشققات وأتلفت أجزاء كبيرة من الأسطح، مما يسمح بتسرب مياه الأمطار، لأن الترميمات التي يقوم بها هؤلاء بأنفسهم بسيطة وتتطلب التجديد في كل مرة، وحسب ذات المتحدث فإنهم طلبوا من رئيس البلدية منحهم إعانات مالية، من أجل عمليات الترميم، غير أن هذا الأخير أجاب عن طلبهم بالرفض بسبب نقص ميزانية البلدية والتي لا تسمح بمصاريف إضافية، وعدا ذلك تبقى شبكة الصرف الصحي الهاجس الأكبر الذي يؤرقهم، حيث أن الشبكة القديمة لم تعد صالحة بسبب تكسر قنوات الصرف، إضافة إلى الانسداد الكلي للبالوعات، ونظرا لفشلهم في إصلاحها اضطروا إلى حفر بالوعات تقليدية، موصولة بقنوات هشة تتكسر في كل مرة، محدثة تسربات للمياه القذرة إلى السطح، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة المصاحبة للباعوض، ومختلف الحشرات اللاسعة التي تتسلل إلى المنازل، أما الماء الشروب فيعرف منذ حوالي سنتين حسب ذات المتحدث انقطاعات متكررة، أرجعتها مؤسسة تطهير المياه سيال إلى قدم الشبكة وينتظر هؤلاء تدخل مصالح البلدية لإعادة تجديد الشبكة وتجنيبهم مشقة الحصول على المياه من آبار الحقول المجاور لهم، خصوصا وأن فترة الانقطاع تصل أحيانا إلى ثلاثة أسابيع، وفي نفس السياق تطرّق محدثنا إلى غياب التهيئة إذ لا يزال سكان المزرعة يسلكون طرق ومسالك ترابية وسط الحقول ويزداد الأمر سوءا كلما تساقطت الأمطار، حيث يجدون صعوبة في التنقل وسط الأوحال والبرك المائية خاصة الأطفال المتمدرسين، مما يدفع بأوليائهم إلى مرافقتهم بشكل يومي خوفا عليهم من السقوط في البرك المائية العميقة أو التعرّض لاعتداءات من طرف الكلاب الضالة التي تنتشر بكثرة في الحقول، وإضافة إلى النقائص المذكورة يفتقر الحي إلى الإنارة العمومية التي يعتبرها السكان، أكثر من ضرورية نظرا لموقع حيهم المعزول، ما يفرض على الجميع عدم الخروج ليلا، بسبب الظلمة الحالكة، وحتى أثناء تنقلاتهم اليومية يواجهون الأمرين بسبب بعد الطريق العام عنهم بحوالي 3 كلم، يقطعونها مشيا على الأقدام من أجل انتظار الحافلات المارة على الطريق الرابط بين أولاد الشبل وتسالة المرجة، مرورا بالمزرعة، لذلك طالب القاطنون بضرورة التكفل العاجل بمشاكلهم.