ينتظر سكان مزرعة "خلفاوي" الواقعة ببلدية أولاد الشبل نصيبهم من برامج التنمية المحلية بعد أن تفاقمت مشاكلهم، وأضحت المعاناة تطبع يوميات 60 عائلة، أمام صمت السلطات المحلية، تفتقر هذه المزرعة كما يسميها قاطنوها، إلى أدنى وأبسط مؤشرات الحياة، حيث أصبح سكانها في صفحات النسيان، ولا يتذكرهم أحد إلا في المواعيد الانتخابية، وكل ما بهذا الحي يشير إلى صعوبة العيش في ظل قلق وحيرة السكان من المصير الذي ينتظرهم بعد أن قرّر المسؤول الأول بالبلدية تخلف عدد من الأحياء وتدهور أوضاعهم بنقص الميزانية، مما يفتح المجال أمام العديد من التكهنات حول مستقبل القاطنين الذين أكدوا لنا أنهم لن يستطيعوا تحمل هذه الوضعية التي تحدّث عنها بعض السكان فيما يتعلق بهشاشة منازلهم التي طالتها التشققات، والتصدعات وأصبحت مياه الأمطار تتسرب بسهولة إلى الغرف، إلى درجة أن أصبحوا متخوفين من انهيارها في أية لحظة، ولم تعد الترميمات البسيطة التي يقومون بها بداية كل موسم شتاء، تجدي نفعا، ولم يتمكنوا من إقناع السلطات المحلية قصد الحصول على مساعدات مالية من أجل الترميم، وفي نفس السياق اشتكى القاطنون من غياب شبكة الصرف الصحي، التي لم يستفيدوا منها منذ ما يقارب 50 سنة، وبالتالي فالحل الوحيد هو إنشاء بالوعات تقليدية، سرعان ما تسد وتتسبب في تسرب المياه القذرة، التي تنشر الروائح الكريهة والحشرات الضارة وحتى الجرذان والأفاعي التي تنشر الرعب وسط القاطنين في كل مرة، ناهيك عن مشكل المياه الذي يجلبونه من الحقول المجاورة بشق الأنفس، وكذلك قارورة غاز البوتان، التي يقطعون مسافة بعيدة من أجل توفيرها، أما الطرق المؤدية إلى المزرعة فهي مسالك ترابية غير مهيأة وغير صالحة لا لسير الأفراد ولا لسير المركبات، بسبب كثرة الحفر والحجارة والمطبات، وأكد لنا نفس المتحدثين أن حياتهم تتحول إلى جحيم كل فصل شتاء أين يصبح الخروج من الحي للعمل أو قضاء مختلف الحاجيات، مهمة شبه مستحيلة خاصة بالنسبة لأطفال المدارس الذين لم يحضوا بالنقل المدرسي رغم بعد المدارس عن المزرعة، وغياب النقل بصفة عامة، كما تطرّقوا إلى غياب الإنارة العمومية الجد ضرورية بالنسبة لهم، بسبب الموقع المعزول للمزرعة وبذلك يكون هذا الحي بحاجة إلى جملة من المشاريع التنموية لانتشالهم من بؤرة التهميش والتخلف.