تعد مدرسة التربية البيئية الواقعة بقلب حديقة الحامة واحدة من أهم المدارس التي تشكل نموذجا للحديقة عامة لما تحويه من عدة صور جميلة، شكلتها نشاطات تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير مفهوم الطفل للتنمية المستدامة، وتعليمه كيفية المحافظة على النباتات والطيور من خلال حملات تحسيسية للبيئية والطبيعية، ففي غضون سنة من نشأتها تمكّنت من استقطاب وجلب حشد من الأطفال والتلاميذ الذين يقصدونها من كل مكان قصد التعرف عليها واكتشاف نشاطاتها. نشاطات مكثفة وبحوث معمقة تحتوي المدرسة على عدة قاعات خصصت للملاحظة والتطبيق، بالإضافة إلى مكتبة تضم كتب علمية تحوي معلومات عن الحيوانات والنباتات وكل ما هو أخضر وكائن، وهي تشهد إقبالا كبيرا من قبل الأطفال والتلاميذ الذين يلجأون إليها قصد إجراء بحوثهم أو اكتشاف ما هو مجهول وغير معلوم. كما تزودت المدرسة بقاعة للانترنيت مجهزة بأحدث التقنيات، إضافة إلى قاعة للنباتات تضم مجاهر ومكبرات خصصت للتلاميذ، ولم يستثن المدرسة من عرض الحيوانات داخل قاعة مخصصة لهم مجهزة بأحواض تعيش بها حيوانات مختلفة على غرار الزواحف، البرمائيات والقوارض بالإضافة إلى قاعة لعرض الأفلام الوثائقية والأشرطة التي لها ربط بنشاطات المدرسة. ورشات تحسيسية تثقيفية مخصصة للأطفال والمتمدرسين وبالنظر إلى الخدمات الجميلة التي تقدمها المدرسة نجدها أيضا تحوي على عدة ورشات ذات صلة وطيدة بالطبيعة، والبداية ستكون بالبستنو التي خصصت بغرض إبراز كيفية غرس الأشجار وتلقيمها وصناعة البيوت البلاستيكية والورود دون أن ننسى الخضر والفواكه، كما تضم ورشة لدراسة علم الطيور التي تختص بكل ما هو طائر، حيث يقوم المشرفون عليها بتنظيم خرجات خارج المدرسة داخل الحديقة. إضافة إلى استعمال المنظار بغرض النظر إلى الطيور والتعرف على شكلها، كما تهتم المدرسة بتجميع آثار الطيور والتقاط الطيور لها، إضافة إلى دراسة الأعشاش وكل أنواع أكل الطيور, وقد أنشأت المدرسة حديقة مصغرة للطيور وتختص أيضا بدراسة علم الحيوانات، الزواحف، القوارض، والبرمائيات وأكلها ودورها في الحياة مع الإنسان والفائدة التي تأتي بها للبيئة. مدرسة الفنون الجميلة تنتقل إلى مدرسة التربية البيئية تتواجد بالمدرسة أيضا ورشة أكثر استقطابا للأطفال، والمثمثلة وفي ورشة الرسم حيث تعرض رسومات التلاميذ والأطفال التي تتضمن طيور وحيوانات ونباتات، وهي معلقة في شكل معرض يبرز مواهب الأطفال والتلاميذ المنخرطين أو الزائرين، وهي تلقى إقبالا كبيرا خاصة وأن الطفل تستهويه الألوان والأفلام من جهة وحب التعرف على كل ما هو متحرك من جهة أخرى، كما تقدّم المدرسة جوائز رمزية تحفيزية هدفهم بالدرجة الأولى هو تشجيع الطفل على حب الطبيعة والمحافظة عليها.