أعلن وزير السكن والعمران، عبد المجيد تبون، أمس السبت، أنه سيتم الانتهاء أواخر أفريل المقبل من إعداد البطاقية الوطنية لطالبي السكن العمومي بمختلف صيغه. وأوضح الوزير على أمواج الإذاعة الوطنية أنه يجري حاليا الإعداد لبطاقية وطنية جديدة لا تشمل فحسب أسماء المستفيدين من البرامج السكنية الموزعة وإنما كذلك أسماء طالبي السكن بمختلف صيغه. وتسمح هذه البطاقية الجديدة بمعرفة حجم الطلب الوطني على السكن بدقة وتجميع قوائم الطالبين على مستوى البلديات والدوائر في قائمة وطنية موحدة حتى لا يتمكن الطالب أو زوجه لاحقا من الاستفادة من السكن في منطقتين مختلفتين من الوطن. وتقدر وزارة السكن حاليا بحوالي 5ر1 مليون طالب سكن غير أنها تفتقر إلى الأرقام المدققة لاسيما على المستوى المحلي مما فرض اللجوء إلى هذه البطاقية التي من شأنها حصر الرقم الحقيقي للمؤهلين للحصول على سكن في مختلف صيغه بحسب الوزير. ومن جهة أخرى فإن البطاقية الجديدة ستشمل أيضا على قوائم لمؤسسات الانجاز وتوزيعها على المستوى الوطني وكذا قدرات إنجازها إلى جانب قوائم بالمؤسسات التي التي أخلت بالتزاماتها لاسيما من حيث آجال الانجاز. وإلى جانب بطاقية الطالبين وبطاقية مؤسسات الانجاز فإن الوزارة تعمل على التحيين المنتظم لبطاقية المستفيدين من مختلف البرامج السكنية والمقدر عددهم بحوالي أربعة ملايين مستفيد. وأوضح تبون في هذا السياق أن أكثر من 500 مكتتب لدى وكالة "عدل" تم إقصاؤهم خلال عملية تحيين ملفات مكتتبي سنة 2001 التي شرعت فيها الوكالة فيفري المنصرم بسبب ثبوت استفادتهم من برامج سكنية سابقة من خلال البطاقية. إطلاق ورشات انجاز سكنات "عدل" الجديدة أفريل المقبل وبخصوص البرنامج الجديد لسكنات "عدل" أكد الوزير انه سيتم إطلاق ورشات الإنجاز خلال أفريل المقبل في عدة ولايات من بينها عنابة و وهران حيث من المنتظر أن يتم وضع حجر الأساس لانجاز سكنات "عدل" في المدينةالجديدة لبوينان (البليدة) في الفترة بين 15 و25 افريل بحسب تصريحاته. وستدوم عملية الانجاز حوالي 26 شهرا وقد تتعداها في "ظروف استثنائية" إلى 30 شهرا ك"حد أقصى" بحسب الوزير الذي أكد أن سيناريو برنامج "عدل" 2001 الذي يسلم بكليته إلى غاية الآن لن يتكرر مجددا. وللإشراف على انجاز مختلف البرامج السكنية لجأت الجزائر إلى استحداث مؤسسات مختلطة مع شركاء أجانب وفق قاعدة 49/51% من رأس المال حيث تم الانتهاء إلى الآن الإجراءات القانونية لإنشاء خمس مؤسسات مختلطة فيما يجري حاليا التحضير لإطلاق 11 مؤسسة أخرى. كما ستقوم الوزارة من جهة أخرى بإعداد قائمة مصغرة للمؤسسات العالمية الرائدة في مجال البناء والتي سيتم اللجوء إليها لانجاز برامج السكن العمومي. وكشف الوزير في ذات السياق أن أكثر من 200 شركة عالمية "ضخمة" من 13 جنسية قامت بسحب دفتر الأعباء المتعلق بالعملية على أن تشرع لجنة وطنية أواخر مارس الجاري بتصنيف هذه الشركات ودراسة عروضها. ويلزم الدفتر الأعباء الشركات المهتمة بالمشاركة في انجاز مختلف البرامج العمومية للسكن بالاستثمار في الجزائر من خلال إنشاء مصنع لتصنيع السكنات إذا تجاوز عدد السكنات المقررة في الصفقة عددا معينا. وبخصوص توزيع السكنات المبرمجة أوضح الوزير أنه سيتم تحديد قوائم "مبدئية" بالموازاة مع عمليات الانجاز كإجراء جديد لجأت إليه الحكومة لتسريع عمليات تسليم السكن. وشدد الوزير في هذا السياق على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان توزيع عادل حيث سيتم فضلا عن البطاقية الوطنية التحقيق في الملفات المودعة مشيرا إلى أن التحريات كشفت إلى الآن 16.800 شهادة إقامة "مشكوك فيها". وعن منطقة الجنوب أعلن الوزير عن إنشاء فروع جديدة لشركة مساهمات الدولة "إنجاب" في كل من ولايات إيليزي وتمنراست وتندوف ستتكفل -إلى جانب المرقين العقاريين الخواص- بمهمة إنجاز البرامج السكنية في جنوب البلاد التي تعرف تأخرا لتكون قريبة من الورشات التي يصعب الوصول إليها. كما سيتم دعم إنشاء السكنات المجمعة في الجنوب حيث ستأخذ الدولة على عاتقها عمليات التهيئة المتعلقة بإنشاء شبكات الصرف الصحي والمياه والطرق وغيرها. وكشف السيد تبون أيضا عن مرسوم جديد سيصدر قريبا يحدد بدقة نمط ومواصفات البناء في الجنوب من بينها مواد البناء المستخدمة وأسلوب البناء الذي يمنع انجاز أكثر من طابق واحد. وحول الترقية العقارية أوضح الوزير أن تسهيل الإجراءات المقررة في القانون المنظم لمهنة المرقي العقاري خلال الأشهر الأخيرة سمح بمنح 700 إلى 800 اعتماد. أما فيما يخص قانون 08-15 المتعلق بمطابقة البنايات وإتمامها صرح الوزير أن نسبة الملفات المودعة إلى غاية الآن بلغت حوالي 40% مؤكدا أن "ثقل الإجراءات الإدارية" كان له دور هام في هذه النسبة المسجلة وذلك قبل أربعة أشهر من انتهاء عملية التسوية المقرر في 20 جويلية 2013. وفي رده على سؤال حول الأزمة الداخلية التي تعرفها الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين أعلن السيد تبون عن إنشاء لجنة تحت أشراف الوزارة تتكون من مهندسين قدماء من أصحاب السمعة الحسنة للمصالحة بين مختلف الأطراف المتنازعة والأعداد لمؤتمر وطني جامع. محمد.ب