انتقد سيد أحمد غزالي طريقة تعامل السلطة مع الملف الصحي للرئيس بوتفليقة، مؤكدا على هامش حضوره حفل نظمته جمعية قدماء تلاميذ ثانوية جمال الدين الأفغاني لمعسكر تخليدا لروح وزير الداخلية الأسبق أحمد مدغري بأن هذه الأخيرة لا تزال تتعامل مع القضية كما في السابق أي سنة 2005 حينما أدخل الرئيس أول مرة اثر وعكة صحية الى مستشفى " فال دوغراس "بباريس وخرج لوبان وقتها يطمئن الشعب الجزائري على صحته، مضيفا أن السلطة لازالت مقصرة في توفير الشفافية الكاملة في هذا الملف،وكشف غزالي الذي قدم مداخلة في هذا اللقاء الذي شاركت فيه مجموعة من الإطارات سابقا و أساتذة جامعيين وأفراد من عائلة الراحل أحمد مدغري و إطارات قدامى عملوا معه مثل الوالي السابق محمد نجادي و بعض زملاء الدراسة مثل عضو أكاديمية الطب الفرنسية الأستاذ مصطفى قدار انه سيترشح للإستحقاقات الرئاسية المقبلة شرط أن تكون هناك ضمانات وأن لا تشوب هذه الانتخابات عمليات تزوير،ورفض رئيس الحكومة الأسبق سيد إحمد غزالي الخوض في النقاش الدائر حاليا حول تعديل الدستور مؤكدا أن هذا التعديل هو هروب للامام فقط مؤكدا ان الإصلاح الحقيقي هو احترام القوانين والدستور الذي جاء في 1989، وما يجري في الوقت الراهن هو التناقض بين مضمون الخطاب السياسي، وما يجرى في الميدان، فالخطاب مبنى على اللامسؤولية، فالنظام حسب غزالي يتميز بخاصيتين، هي عدم احترام القوانين واللامسؤولية. وأردف نحن لسنا بحاجة إلى تعديل الدستور، بل الى تطبيق ما جاء في الدستور الذي تم اختراقه، فكل القوانين في الجزائر خرقت، ويؤكد أن التعديلات المنتظرة لن تضيف سوى الإنغلاق أكثر. وتكلم غزالي عن ملف سوناطراك مبديا استنكاره لما كان يحدث منذ سنة 2001 الى غاية سنة 2005 مضيفا بأن الملف تم ترتيبه في الخارج مضيفا بأنه لا يستطيع أن يتهم أشخاصا على وجه التحديد،رئيس الحكومة الأسبق أشار أيضا الى ملف الطريق السيار وما شابه من فساد باعتبار أن الكلم الواحد من الطريق حدد سعره ب5 مليون أورو فيما لم يتجاوز ذلك في الدول المجاورة وفي أوروبا مليون أورو فقط، وقال غزالي الذي قاد الحكومة في بداية التسعينات إنه ترأس الحكومة في فترة كانت الأكثر دموية وصعوبة، وإنه تحلى، خلالها، بروح المسؤولية، وكان يعمل لصالح البلد والشعب، ولكن مقتل الرئيس بوضياف دفع به إلى الاستقالة، حيث كشف انه كتب رسالة من أربع صفحات آنذاك شرح فيها الكثير من الأمور والمعطيات وظروف الاستقالة ومقتل الرئيس، إلا انها لم تر يوما النور في وسائل الإعلام، وتعرض للعزلة منذ ذلك الحين حتى الآن، وعبر بقوله المعروف أنني استقلت بسبب مقتل بوضياف ومقتل هذا الأخير تقف وراءه أطراف لم تكن مقتنعة بمجيئه على هرم السلطة.وعن أحداث أكتوبر، أكد إن النظام خلقها لغاية في نفسه، ليتفاجأ بظهور قوى أخرى اغتنمت فرصة أحداث أكتوبر واستثمرتها لصالحها، فأحداث أكتوبر في الحقيقة هي امتداد للنظام تحت غطاء الانفتاح، محذار من أزمة مالية خانقة قبل نفاذ البترول وسيأتي اليوم الذي لا نجد فيه النقود لاستيراد السيارات أو البطاطا، وأن الجزائر تعتبر البلد الوحيد الذي يعيش على ثروة لم يخلقها وأن 80 بالمائة من المداخيل الجبائية تأتي من البترول عكس ما نراه في النرويج التي تزخر بما تزخر به الجزائر من بترول وغاز ونسبة الجباية من البترول تمثل صفرا بالمائة فموارد البترول في النرويج لا تستعمل الا لخلق منابع أخرى، محذرا من تكرار سيناريو أكتوبر 1988 نتيجة عجز الدولة عن تلبية الحد الأدنى من مطالب المواطنين. كريم.ل