افتتحت فعاليات الملتقى العلمي الدولي الأول حول "المجتمع والعنف" صباح أمس الإثنين بجامعة "أكلي محند أولحاج" بالبويرة ، وذلك بمشاركة دكاترة وأساتذة من مختلف جامعات الوطن وخارجه، وهو الملتقى الذي تستغرق أشغاله يومين كاملين . وتتناول محاور هذا الملتقى العلمي الدولي الأول المنظم بمبادرة من طرف كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم العلوم الاجتماعية، المواضيع المتعلقة بالتناول النظري لظاهرة العنف، ثم العنف في المؤسسات الاجتماعية، وعوامل ظاهرة العنف، وعينات من الواقع حول العنف، وكذا الوقاية من ظاهرة العنف وكيفية علاجها . كما تتوخى أهداف هذا الملتقى الموسوم بالمجتمع والعنف فتح حوار ونقاش علمي حول المجتمع والعنف ، وتقديم مقاربة نسبية اجتماعية لظاهرة العنف ، مع الكشف عن أسبابه وتحديد دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في الحد من ظاهرة العنف، ووضع تصور للاستراتيجيات لوقاية وعلاج ظاهرة العنف . وتتمثل الإشكالية التي يطرحها هذا الملتقى حول هذا الموضوع الهام والحساس وهو "المجتمع والعنف" في كون أن "التغيير الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي الذي شهدته مجتمعات العالم أدى الى التغيير في القيم الاجتماعية وتفشي ظاهرة العنف ذات العواقب السلبية على الفرد والمجتمع على حد سواء، وكون أن الظاهرة عرفت في العقود الأخيرة انتشارا خطيرا مس جميع فئات المجتمع مع بروز أشكال لها غير مألوفة منها ما هو رمزي إعلامي ومادي في مختلف الأوساط التربوية الأسرية الإعلامية والترفيهية في الحضر على وجه الخصوص فأصبحت دراستها أمرا ملحا بتسليط الضوء عن كيفية مساهمة المجتمع بحد ذاته في تفشي هذه الظاهرة ولعل الجامعة في هذا هي أولى المؤسسات التي يجب عليها الاهتمام بدراستها". وانطلاقا من هذا وكما يستخلص من هذه الإشكالية فإن هذا الملتقى العلمي الدولي حول المجتمع والعنف يعكس أهمية بالغة وحاجة ملحة لكل المهتمين في مختلف التخصصات ومن مختلف الدول ليكون منبرا لهم لعرض نتائج أبحاثهم ومن ثمة وضع تصور شامل ومتكامل لمعالجة الظاهرة من كل جوانبها. هذا وقد كرست أشغال اليوم الأول لهذا الملتقى لتقديم ثلاث محاضرات رئيسية تناولت الأولى موضوع "العنف الاجتماعي في الجزائر" من تقديم الدكتور سليمان مظهر من جامعة الجزائر والمحاضرة الثانية بعنوان "العنف ومؤثراته النفسية والاجتماعية وكيفية علاجه" للدكتور صالح عمار العويب من جامعة الزاوية بليبيا والمحاضرة الثالثة معنونة ب"العنف دراسة نقدية" للدكتور حمدوش رشيد من جامعة الجزائر. وتواصلت الأشغال خلال الفترة المسائية بتشكيل ورشات عمل بتعداد المحاور الخمس التي يتناولها هذا الملتقى حيث تناولت المداخلات في الشق المتعلق بالتناول النظري للعنف مواضيع عدة منها "حفريات العنف دراسة فلسفية لمفهوم العنف وللمفاهيم المطابقة له" و"العنف من منظوره الفلسفي" ثم "ثقافة العنف والعنف المضاد في منظومة الثقافة العربية". ومداخلات في المحور الخاص "بالعنف في المؤسسات الاجتماعية" والتي من أبرزها موضوع "العنف التعليمي والاقتراب النفسي الاجتماعي وعلاقتهما بمقدار تعلم بعض المهارات الأساسية للطالبات بكرة السلة"،إضافة الى "العنف الأسري وكذا ما سمي بالعنف في وسائل الاعلام الجماهيري" و"العنف والشغب الرياضي من المنظور الإعلامي المرئي". ومداخلات أخرى بخصوص "عوامل العنف" ومنها بناء مقياس العنف الموجه نحو المرأة العاملة وانتشار العنف وسيادة القيم اللامعيارية في الوسط الجامعي وكذا مداخلات حول محور "الوقاية من ظاهرة العنف وكيفية علاجه" التي من أبرزها تأثير منهج مقترح للاسترخاء وتنظيم التنفس في خفض السلوك العدواني لدى لاعبي كرة القدم، ومواضيع أخرى قدمت كعينات عن العنف التي نذكر من بينها "التصدع الأسري وعلاقته بتنامي ظاهرة العنف ضد الذات في المجتمع الجزائري"و"العنف النفسي الجسدي ضد المرأة" وغيرهما. وتجدر الإشارة إلى أن مختلف هذه المداخلات كانت بإسهام من دكاترة وأساتذة من جامعات شتى من داخل الوطن وخارجه كجامعات السودان والعراق وليبيا .