أعلن الزعيم التاريخي لحزب جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، تنحيه رسميا عن رئاسة الأفافاس الذي قاده منذ 50 سنة، وأكد تسليمه المشعل إلى القيادة من الجيل الجديد، و دعا في ذات السياق إلى وحدة الشعب الجزائر والعمل من أجل بناء دولة القانون والديمقراطية والحذر مما وصفها بالفوضى العالمية الحالية، التي تسعى لاستعباد الشعوب ونهب ثرواتها. وأوضح زعيم الأفافاس، حسين آيت أحمد، برسالة لمندوبي المؤتمر الوطني الخامس للحزب، المنعقد أيام 23،24 و25 من الشهر الجاري بمركب تعاضدية عمال البناء بزرالدة بالجزائر العاصمة، أنه قرر رسميا تنحيه عن رئاسة الحزب، و أضاف في ذات الرسالة:" إنه يتعين على الجزائريين أن يبقوا متحدين من أجل بناء دولة القانون و الديمقراطية و الاختلاف بشكل ديمقراطي بالنسبة لما تبقى"، منتقدا في ذات السياق واقع حزبه وما آلت إليه الجزائر من "صراع من أجل الحق في الوجود"، وقال في ذات الرسالة "إن الجزائريين مازالوا بعد 50 سنة من الاستقلال والنضال، يناضلون من أجل أبسط الحقوق والحريات السياسية والمدنية".، وأكد أن السلطة فرضت على الجزائريين بعد سنوات من النضال ضد الاستعمار، نظاما دكتاتوريا يقول للجزائريين إن الديمقراطية من الكماليات، ولاحظ أن "الدكتاتورية العسكرية قادت البلاد إلى الانهيار والتطرف والقمع والحجر على الحريات، وهذا يهدد السلم المدني والاجتماعي في الجزائر، ووصف آيت أحمد الوضع الذي آلت إليه البلاد بأنه "وضع كارثي وغير مقبول ولا يتوازى مع الثروات البشرية والمادية التي تتمتع بها الجزائر".، وشدد آيت أحمد على أن حزبه جبهة القوى الاشتراكية صمد خلال 50 سنة من النضال من أجل بناء دولة الحريات، وطالب الجزائريين والجزائريات بأن الظرف يتطلب منا أن نكون موحدين من أجل فرض الحقوق ومواجهة القمع، وفاء للذين ماتوا من أجل الديمقراطية. في ذات الصدد، قال الزعيم الروحي للأفافاس، " أنا أعتذر عن الحضور إلى المؤتمر، وأنا أفكر فيكم، وأعول على كل واحد منكم لإنجاح المؤتمر ومواصلة النضال من أجل استمرارية الحزب ولتحيا الجزائر والمغرب العربي الديمقراطي".، و يشار إلى أن آيت أحمد لم يحضر المؤتمر، بسبب إصابته بإعياء شديد بسبب تقدمه في السن "86 سنة" وبعث برسالته مع نجله يوغرطة. ويجدر التذكير أن، حسين آيت أحمد، أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية عام 1963 رفقة عدد من كوادر ثورة تحرير الجزائر، بعدما رفض انقلاب الجيش على الحكومة المؤقتة التي كانت تدير شؤون الثورة عشية الاستقلال في جويلية 1962، ورفع آيت أحمد السلاح ضد السلطة الجديدة في الجزائر التي كان يقودها الرئيس أحمد بن بلة وقائد الجيش الرئيس الراحل هواري بومدين، قبل أن يعتقل، ويتمكن من الفرار من السجن إلى الخارج، وظل آيت أحمد في المنفى بين المغرب وفرنسا وسويسرا إلى غاية عام 1990، حيث عاد إلى البلاد بعد سقوط نظام الحزب الواحد بعد انتفاضة أكتوبر 1988، لكنه عاد إلى المنفى الاختياري بعد رفضه وقف المسار الانتخابي دفع الجيش الرئيس السابق الشاذلي بن جديد إلى الاستقالة في 11 يناير 1992، لمنعه الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الوصول إلى السلطة، وترشح حسين آيت أحمد في الانتخابات الرئاسية في ابريل 1999، لكنه انسحب من السباق الانتخابي، احتجاجا على دعم السلطة لمرشحها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وقررت قيادة الحزب تعويض الزعيم التاريخي للحزب حسن آيت أحمد بهيئة رئاسية جماعية تضم خمسة قيادات. بشرى.س