تعتبر بنوك الطعام، وسيلة من الوسائل الحديثة التي تعتمدها معظم البلدان المتطورة ، قصد التكفل برعاية العائلات المحتاجة والمعوزة ، والتي منعتها الظروف المعيشية القاسية من توفير لقمة عيش لها بانتظام، ولا يخفى على أحد أهمية هذا النوع من المشاريع في القضاء على مشكل الفقر والتسوّل والمجاعة ، بالنسبة لعدد من البلدان التي لازالت تعاني منها في وقتنا الحالي. محمد بن حاحة بنك الطعام الجزائري هو أول مشروع من هذا النوع في تاريخ الجزائر، ويعتبر مشروعا غير ربحي، تم إطلاقه من طرف جمعية "سيدرا" بغرض جمع وتوزيع التبرعات الغذائية وإيصالها لمستحقيها من ذوي الحاجة الملحة، وذلك عن طريق وساطة تتعاون معها هذه الجمعية في إطار اتفاقيات شراكة. وتعتبر "سيدرا" منظمة إنسانية مستقلة ومعتمدة ، تم تأسيسها سنة 2011 بالجزائر، وهي ممثلة من طرف مجموعة من الشباب المتطوعين. وتهدف هذه الأخيرة إلى تشجيع مبدأ المواطنة الفعالة للشباب، وذلك من خلال العمل الخيري والنشاط التضامني، وهذا ما يغرس فيهم روح الوطنية ويعلمهم حب الغير والتفاني في العمل الخيري والتضامني. ويكمن نجاح "سيدرا" في مشاريعها التي تقوم بها منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، ومن أهمها "بنك الطعام الجزائري" ، في مراهنتها على جهود تلك الطاقة الشابة والفاعلة في المجتمع ، والذين يشترط فيهم تعدد المواهب وحب العمل الجماعي، وهذا من أهم خصوصيات هذه المنظمة. حملة تضامن رمضان 2013 ومن أهم المشاريع التي تبناها "بنك الطعام الجزائري" ، الحملة التضامنية المبرمجة في شهر رمضان لهذه السنة، والتي يشارك فيها المئات من الشباب المتطوعين، الطلبة الثانويين والجامعيين، أطباء، إطارات وأصحاب شركات ، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الفعالة والإعلاميين الذين يخصصون يوميا، ساعة من برنامجهم من أجل النشاط التضامني بالبنك الجزائري للطعام، وهي طريقة جديدة بالجزائر، رغم اعتمادها منذ سنوات عديدة بالغرب. هذا ولقد اختار أعضاء بنك الطعام الجزائري ذكرى الاستقلال والشباب، تاريخا للإعلان عن انطلاق البرنامج ، وذلك بالمركز التجاري "أرديس"، وسيسهر أعضاء هذه الجمعية على رعاية ذوي الحاجة من العائلات التي حالت دون قدرتها على توفير ما تقتات منه في شهر رمضان كأي عائلة بسيطة ، بسبب الظروف المعيشية القاسية وغلاء الأسعار، وتعففها عن السؤال لولا أن سخر لها الله هذه الجمعيات والمنظمات الخيرية ، التي تسعى إلى إرشاد أصحاب القلوب المحسنة والتواقة لمساعدة الغير، كي توصل إعانتها إلى أهلها دون خطأ ، وهم مطمئنون من مصداقيتها وإخلاصها غاية الاطمئنان. وتجري هذه الأيام حملة اتصالية على الشبكة العنكبوتية ، وخاصة مواقع التعارف الاجتماعي على غرار "فايسبوك"، "تويتر"..إلخ، بالإضافة إلى المجلات الشهيرة ،على غرار "أرغولين و الجزائر دوت كوم" و حملة إرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف ، تم إطلاقها من طرف "صبركان"،و كل ذلك من أجل التعريف أكثر بهذا المشروع، لجلب المزيد من المتبرعين والمتطوعين ، و ليمس أكبر عدد من المحتاجين ، وهذا هو أهم هدف بالنسبة لمشروع البنك .