يعرف النشاط الخيري مع العائلات المعوزة خلال هذه الأيام الرمضانية بولاية البليدة انتعاشا ملحوظا عكسته العمليات التضامنية المتمثلة في توزيع قفف رمضان من طرف الجمعيات و فتح لمطاعم ألافطاربمبادرة من المحسنين الخواص فضلا عن التكافل مع المرضى. و ضبطت مختلف الجمعيات والهيئات المعتمدة كالهلال الأحمر الجزائري عقاربها مع حلول شهر رمضان وذلك بإعدادها قوائم العائلات المعوزة و الاتصالات مع مختلف الميسورين والمحسنين لحملهم على تمويل العملية. و تباينت النشاطات الخيرية من جمعية إلى أخرى و من هيئة أو محسن إلى آخر غير أن الثابت هو تسارع كل منهم إلى فعل الخيرات وكسب الثواب. و في هذا السياق أقامت جمعية "كافل اليتيم" الخيرية خلال أمس الاول الجمعة مائدة افطار لصالح مأتي (200 ) بين يتيم وأرملة بأحدى قاعات الحفلات الفاخرة على عاتق جمع من المحسنين . كما تكفل أحد المحسنين من بلدية وادي العلايق حسب ما ذكره القائمون على الجمعية بتوزيع قفف رمضان على زهاء 150 عائلة محتاجة مسجلة في قوائم الجمعية بالبلدية تضاف ل3120 عائلة مستفيدة من قفة رمضان. كما تعكف جمعية نورالهدى للطفولة المحرومة بدورها على زيارة العائلات القاطنات بالسكنات الهشة في كل من حي دريوش ببوعرفة و ميمش بسيدي الكبير و غيرها و ذلك لتوزيع عليها قفف تضامنية. و تميزت هذه الهبة التضامنية كذلك بتحضيرالوجبات الساخنة بمختلف المطاعم و المراكز التي تضم المرضى و العجزة. وفي هذا السياق يسهر القائمون على دار الإحسان التابعة لجمعية "البدر لمساعدة المرضى المصابين بداء السرطان" و مركز إيواء مرضى السرطان التابع هو الأخرلجمعية "نسيمة" الخيرية على تقديم وجبات ساخنة للمرضى الوافدين عليهما من مختلف ولايات الوطن طلبا في العلاج بالولاية التي تتوفر على مركز جهوي لمكافحة داء السرطان. و لا يتوان كل من المحسنين والمتطوعين شباب و شابات كل في موضعه في تقديم يد المساعدة للمرضى من خلال التكفل بطهي الطعام أو تحضير موائد الإفطار أو اقتناء مختلف المستلزمات و ذلك بهدف خلق جو عائلي مع المرضى ينسيهم ويلات المرضو البعد عن أهاليهم في هذا الشهر. كما لا يتردد المتطوعين على موائد الإفطار التي ينظمها فرع الهلال الأحمر الجزائري بمختلف بلديات الولاية في التضحية بوقتهم وعائلاتهم حيال توفير لقمة ساخنة لعابري السبيل و المحتاجين. و يلاحظ كذلك فتح عدة مطاعم هنا و هناك لمحسنين خواص فضلوا تحويل محلاتهم و فضاءاتهم لمطاعم تستقبل جموع الصائمين الذين لم يسعفهم الحظ في قضاء هذا الشهر الكريم بين ذويهم. و تتجلى كذلك مظاهر العمليات التضامنية في حملات التبرع بالدم التي تنظمها هذه الأيام الجمعيات الخيرية بالتنسيق مع مركز حقن الدم كتلك التي شهدها مسجد سعد بن أبي وقاص نهاية الأسبوع الجاري و التي عرفت توافدا معتبرا عليها من طرف المصلين. عمليات ختان الأطفال هي الأخرى نوع من العمليات التضامنية التي دأبت عليها الجمعيات الخيرية كل رمضان كما هو الشأن لجمعية "الأمل لترقية و حماية الطفل و المرأة" التي أطلقت هذه الأيام حملة في أوساط العائلات الراغبة في ختان أبنائها بالتقدم نحو الجمعية لتسجيلهم في العملية. و ذكرت في هذا الشأن السيدة بوزورين أن الجمعية تتكفل إلى جانب ذلك بتقديم لباس تقليدي للطفل و تنظيم سهرة جماعية على شرف الأطفال وعائلاتهم و ذلك بغية إدخال الفرحة و السرور إلى نفوسهم. و أضافت السيدة بوزورين التي تعد من بين العائلات العريقة بمدينة البليدة أن الجو العائلي الذي ترعرعت فيه "حيث كان والدها يحرص كل يوم من شهر رمضان على إطعام فقير" دفعها إلى تأسيس جمعية لمساعدة الآخرين و التكافل مع الفقراء. فإذن هي عادات و تقاليد متجذرة في أوساط العائلات البليدية التي تحرص في هذا الشهر الفضيل على إحيائها من خلال شتى مظاهر العمليات التضامنية مع الأسر و المرضى و المحتاجين.