تستعد الجزائر خلال شهر ديسمبر المقبل لتسلم غواصتين من ثلاثة كانت طلبتهما من روسيا لدى زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين الجزائر في مارس 2006. والغواصتين من طراز"636 كيلو" وهي نسخة متطورة جدا للغواصة الروسية 877 مجهزة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الإلكترونية، وتملك الجزائر اثنتين من هذه الأخيرة، وبلغت قيمة الصفقة 400 مليون دولار وقّع الطرفان عليها في جوان 2006. وستدفع مصانع أميرالية " سان بترسبورغ " الروسية بأولى الغواصتين للجزائر مع نهاية العام الجاري في إطار تحديث البحرية الجزائرية لقطعها الحربية، وقد أوضحت مصادر روسية أن الجزائروإيران تتصدّران قائمة "الزبائن الأوائل والجادّين" للسلاح الروسي بكل قطعه الجوية منها والبرية والبحرية، حيث بلغت صفقة الأسلحة التي اشتراها الجيش الوطني الشعبي من روسيا 7.7 مليار دولار خلال الفترة بين 2005 و2007، وتعد هذه الصفقة من أضخم صفقات الأسلحة على المستوى العالمي. ويقول متابعون للشأن العسكري البحري في منطقتي الشرق الأوسط والأبيض المتوسط، أن هناك " حرب تسلّح مجنونة " تجري بين عدة دول هي إيرانوالجزائر ومصر والإمارات العربية المتحدة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث أثار عبور غواصة نووية إسرائيلية من طراز "دولفين" من قناة السويس المصرية نحو مياه الخليج في شهر جوان من سنة 2008، الكثير من الأسئلة لدى دول الجوار حول الهدف من هذه " الحرَكة الإسرائيلية " التي تعد سابقةً. حيث اعتادت الغواصات الإسرائيلية الالتفاف حول إفريقيا مرورا برأس الرجاء الصالح للالتحاق بالبحر الأحمر ومن ثم بقواعدها في إيلات الإسرائيلية، وبالرغم من تطمينات مصر على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط الذي قال بأن الأمر يتعلق باتفاقيات مصرية إسرائيلية تسمح بموجبها مصر للقطع الحربية الإسرائيلية بالتحرك عبر السويس خارج أوقات الحروب، إلا أن الدول العربية من الخليج إلى المتوسط بالإضافة إلى إيران لم تهضم كلام أبوالغيط، وقرأت في الأمر قدرة إسرائيلية على التحرك في المنطقة بغواصاتها النووية القادرة على إرباك خصومها الذين لا يملكون إلى اليوم غواصة نووية واحدة، هذا فضلا عن أن إيران قرأت في الأمر تهديدا مباشرا لها هي على وجه الخصوص. وكانت إسرائيل قد اقتنت ثلاث غواصات ألمانية العام 2003 وتنوي تعزيز أسطولها باثنتين أخريين، حيث تتحدث تقارير عن رغبة إسرائيل في الإبقاء على غواصتين-على الأقل- في مياه الخليج تقومان بمهام استطلاعية تحسبا لأية " مفاجآت " إيرانية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الغواصات الإسرائيلية قادرة على حمل صواريخ برؤوس نووية بعيدة المدى. وفي هذا السياق لم يتردد الجيش الوطني ممثلا في سلاح البحرية، في إجراء العديد من المناورات والتمارين العسكرية في عرض البحر المتوسط مع قوى بحرية عالمية في مقدمتها البحرية الأمريكية، وقوات حلف شمال الأطلسي وكانت آخر تلك المناورات رفقة البحرية الفرنسية في 16 من فيفري المنصرم والتي دامت أسبوعين. هذا وقد يجري تطوير وتحديث الغواصات السوفيتية والروسية الصنع التي تتسلح بها القوات البحرية في المستقبل في مصانع روسية، حيث أعلن ذلك متحدث باسم دائرة الشؤون البحرية في مؤسسة "روس أوبورون اكسبورت" الروسية ألكسي كوزلوف في معرض الأسلحة والمعدات الحربية الآسيوي. ويقام المعرض في كوالا لامبور في الفترة من 19 إلى 22 من أفريل الحالي. وتعرض روسيا فيه أكثر من 260 نموذجا من منتجاتها العسكريةفسبق أن زود الاتحاد السوفيتي، ومن ثم روسياالجزائر بغواصات ديزل كهربائية من صنف " فارشافيانكا ". ويبلغ طول جسم الغواصة من هذا الصنف 72 مترا، وتصل سرعتها تحت الماء إلى 17 عقدة، وعمق غوصها إلى 300 متر، بينما يتكون طاقمها من 52 فردا.