اجمع اغلب المتدخلون في منتدى جريدة الشعب أمس، على أن الذكرى المزدوجة ل20 اوت 1955 و 1956، تعتبر محطة هامة وفاصلة أثناء الثورة التحريرية المباركة من محطات استرجاع السيادة وتقرير المصير، تستوجب التوقف عندها لاستذكار الماضي واستخلاص العبر. وقالت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي، في مداخلتها إن هذه الذكرى التي نحتفي بها اليوم شهدت حدثان بارزان يقتضيان منا التمعن فيهما لاستخلاص الدروس منها، خاصة وان هذان الأخيران يعتبران من أهم محطات إبراز هوية ووحدة الشعب الجزائري الذي انتفض في 20 أوت 1955 في وجه الاستعمار، بشن هجوم مسلح غير مسبوق منذ أن اندلعت شرارة الثورة المجيدة على الجيش الفرنسي، وهو الهجوم الذي جعل الثورة تأخذ مسارا آخر، دفعت بالعديد من الدول التي كانت تربطها آنذاك علاقة مع الجزائر إلى التضامن معها ومباركتها. وذكرت أن تلك الأحداث كانت مهمة وأخذت منحى مهما في استرجاع السيادة المغتصبة من قبل العدو الاستعماري، التحضير في نفس اليوم لمؤتمر الصومام، الذي كان بدوره محطة أخرى للثورة التي أصبحت تسيير بحكمة أربكت الآلة الاستعمارية، بدوره المحاضر عامر رخيلة، قال إن الذكرى كانت محطة للتحضير للثورة، وذكر إن تعداد المجاهدين أثناء اندلاع الثورة كان لا يتعدى ثلاثة ألاف، وبتوفيق من الله تمكنوا من مواجهة 80 إلف جندي فرنسي. وقد كبد الثوار العدو في اليوم الأول من الثورة المجيدة خسائر مادية وبشرية قدرت ب 200 مليون وثمانية جنود من الجيش الاستعماري، ما دفع بهذا الأخير إلى استعمال الأسلحة الثقيلة في مواجهة المجاهدين بكل من الأوراس والولايتين الثانية والثالثة ، وأضاف المحاضر إن 30 بالمائة من المجاهدين قتلوا خلال الأيام الأولى من المواجهة مع العدو، ما دفع الشهيد البطل زيغود يوسف الذي كان يقود الولاية الثانية إلى اتخاذ قرار يقضي بتنفيذ عمل انتحاري جماعي ضد جنود الاستعمار ومهاجمة مراكز الشرطة والدرك والثكنات. وذكر أستاذ القانون والباحث في تاريخ الحركة الوطنية، إن الهجوم على الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 1955 أسفر عن مقتل 171 جندي فرنسي، و 12 ألف جزائري من المواطنين انتقاما من المجاهدين حيث تم تجميع هؤلاء في ساحة الثورة حاليا بسكيكدة وتم إطلاق النار عليهم وقتلهم جميعا. تلك الأحداث أعطت صدى سياسيا وإعلاميا دفعت الهيئة الأممية إلى تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال جمعيتها، وحققت نداء جبهة التحرير التي دعت المواطنين للالتحاق بالثورة عبر كامل التراب الوطني، حيث احتضنتها كل فئات المجتمع. م.بوالوارت