دعا المخرج المسرحي جمال قرمي إلى ضرورة إعادة النظر في المسرح الجزائري، موضحا أنه ينبغي يكون مبنيا على أسس و معايير تتماشى و متطلبات العمل المسرحي، و على مستوى معين من العلم و المعرفة، و على دراسات حتى يكون علما قائما بذاته، كما دعا القائمين على شؤون الثقافة والمسرح تحديدا إلى الاستثمار في الجيل الصاعد الذي يعتبره أمل مسرح الغد. و قال جمال قرمي خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمركز الثقافي 11 ديسمبر ببلكور، للحديث عن عمله الجديد"السوسة" الذي سيقدم عرضه الأول و الشرفي أمسية السبت المقبل بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، "إن الفنان الجزائري لم يؤسس إلى غاية اليوم مشروع ثقافي خاص به أو سياسة ثقافية رغم الأموال التي تقدمها الدولة لإنعاش هذا القطاع"، و في هذا السياق دعا قرمي الفنانين إلى ضرورة تأطير عملهم في هيئات معينة أو في تعاونيات مستقلة، باعتبار أن القطاع الخاص يمنح للفنان الكثير من الحرية في العمل سواء بالنسبة للمواضيع المطروحة و التي تجسد على خشبة المسرح، و في عملية التوزيع، و في اختيار طاقم العمل، عكس مسارح الدولة التي يقول المتحدث تكون دائما مقيدة بمواضيع معينة ما يؤثر على فاعلية العرض، و بهذا الصدد أشار المتحدث إلى تعاونيته "فن المسرح" التي أسسها سنة 2011، و التي أكد أنه يعمل مع طقمه المحترف على فتح الباب على مصراعيه لجيل الشباب الذي يقول بشأنه أنه جيل مبدع ، له إستراتجية معينة و له طموحات و أن المسرح الجزائري سيرى النور من جديد إذا اهتم أكثر بهذه المواهب و الطاقات من خلال التكوين و التأطير، و فتح لهم الباب للمشاركة في أعمال بعينها إلى جانب الكبار، مؤكدا أنه سيعمل على تقديم مسرح شعبي نابع من عمق المجتمع، و ذلك من خلال العروض التي سيقدمها و التي أكد بشأنها أنه ستكون بعد القيام بدراسات سوسيولوجية، لمعرفة متطلبات الجمهور. و بخصوص الكتابة المسرحية يقول جمال قرمي أن هناك كتّاب جزائريين ما ينقصهم هو التأطير و الاهتمام و فتح الفرص المشاركة. من جانبه نفى سيد علي شافع كاتب عرض"السوسة" مشكل النصوص المسرحية و قال "إن انعدام ثقة بين الكتّاب الجدد و المخرجين و المنتجين، سبب في عدم ظهور نصوص جديدة على الساحة الفنية". و بخصوص العرض يقول المتحدث أنه دراما اجتماعية يعالج العديد من الظواهر الاجتماعية التي ظهرت في المجتمع بفعل ابتعاده عن عاداته و تقاليده و القيم الأخلاقية التي كانت سائدة، و أن الصراع الذي يظهره العرض يكون قائما على الصراع بين الأجيال، أما أن عن أحداثه فيقول أنها تدور في بيت جزائري تحكي طيلة ساعة و عشرون دقيقة من الزمن حكاية عائلة تعاني مشكل التفكك الأسري، تبدأ الحكاية بزواج يوسف بحياة بعد قصة حب طويلة، حياة هي فتاة مدللة لم تتربى على العادات و التقاليد، و لم تعتد العيش في وسط شعبي، و مع تسلسل الأحداث يبدأ الصراع بين أم الزوج و حياة، و يصل الصراع إلى الأب "العربي" و الذي يجسد دوره الفنان "مراد خان" الذي يدرك بدوره الاختلاف الموجود بين الجيلين، و يصل صراع الحدث إلى أوجه عند ظهور صديقة حياة التي تطلب منها أن تنقل كل أملاك العائلة إليها من خلال تنازل يقدمه الأب ، و هذا ما تعمل عليه الزوجة طيلة أحداث العرض و تطلب من زوجها ذلك إلى أن يوافقها و يرسمان خطة للإستلاء على هذه الأملاك حيث يقوم الابن بطلب من والده التوقيع على وثائق و من ضمنها وثيقة تنازل على أملاكه، و فعلا يقع الأب في المصيدة و يوقع الوثيقة و يحرم أبناءه الثلاث المقيمين بالخارج من الميراث، و ينتهي العرض بوفاة الأب الذي يصاب بأزمة قلبية عند إدراكه للأمر، و يصاب الابن بالخيبة حينما يجد أن تنازل الذي ذهب ضحيته والده كان باسم الزوجة. للإشارة، يشارك في تجسيد هذا العمل كل من الفنان مراد خان، الذي يساعد في إخراج هذا العمل، سيدعلي شافع، أسيا عمروش، و دلال كسالي.