تعرض غدا بقاعة "الموار" مسرحية "النافذة" لجمعية "الرماح" للمخرج جمال قرمي الذي نشط أمس رفقة فريق المسرحية ندوة صحفية تناول فيها مضمون العمل ودلالاته الفنية والفكرية. أشارت الفنانة ريم تاعكوشت رئيسة جمعية "الرماح" المسرحية في بداية اللقاء الى أن "النافذة" هو أول عمل مسرحي تنجزه الجمعية منذ تأسيسها سنة 2007، معتبرة هذا العمل تجربة جديدة خاصة بالنسبة لها حيث تعمل لأول مرة كمساعدة مخرج وهذا ما سيمكنها من اكتساب خبرة أكثر تضاف الى تجربتها في التمثيل خاصة وأنها عانت لفترات طويلة من الفراغ الذي أصبح سمة الفنان الجزائري. أما المخرج جمال قرمي فأكد على حرص الفرقة على تجسيد الفعل الدرامي والصور الجمالية، وترجمة الكتابة الدرامية الى أحداث متسلسلة، وفيما يتعلق بالتدريبات فقد أشار قرمي الى أنها جرت بالمركز الثقافي بالمحمدية وبالمركز الثقافي بشارع الشهداء واستطاعت الفرقة خلق ورشة مسرحية تعج بحركة الأداء إضافة الى إثراء المسرحية بكتابة ثانية من خلال رؤية معينة. مسرحية "النافذة" كتبها المؤلف الانجليزي "فلونك ماكس" سنة 1956 وهي فترة ما بعد الحرب أو كما تسمى ب"مسرح ما بعد الظاهرة" (الحرب العالمية الثانية)، وقد اقتبسها للفرقة نبيل عسلي، الذي أشار خلال هذا اللقاء على أن دافعه لاقتباسها كان لتضمنها 3 شخصيات فقط ضمن أحداث ثرية. وهي تروي قصة رجل كفيف كان يعشق امرأة قبل أن يفقد بصره وبعد اعاقته استأجر شخصا لمدة 5 سنوات يجلس معه في الغرفة ويروي له ما تفعله المعشوقة من خلال مراقبتها من النافذة. الجديد أن نبيل عسلي طعم العمل بايضافات مستوحاة من عمق المجتمع الجزائري منها الوقوف على القيم الانسانية التي قد لا نلتفت اليها في حياتنا اليومية، إضافة الى طرح قضايا الأمن، وصراع الأجيال وغيرها معتمدة في ذلك على الطرح التراجيدي والكوميدي الذي يخاطب العقل والوجدان معا. الممثل محمد بن داوود أكد من جهته على أهمية هذه النصوص المسرحية التي تعكس مراحل تاريخية مهمة في حياة الشعوب، منوها بلغة المسرحية التي لا تعتمد على الألفاظ السوقية والسطحية بل وظفت اللغة المسرحية في حوار خلاق. "النافذة" تعرض غدا الجمعة على الرابعة زوالا بقاعة "الموار" وسيكتشف من خلالها الجمهور تعدد الرسائل وتعدد قراءاتها. أثناء المناقشة تطرقت الفرقة الى عملها ضمن الجمعيات الخاصة (تعاونية الرماح مثلا) والتي يتميز العمل فيها بالحرية الكاملة رغم نقص الامكانيات.