تعرض مسرحية «مونصيرا» للمخرج جمال قرمي وإنتاج التعاونية الثقافية والفنية للمسرح «بور سعيد»، مساء غد، بالمسرح الوطني الجزائري «محي الدين بشطارزي»، إذ يجمع العمل مجموعة من الفنانين يمثلون جيل السلف وجيل الخلف من الشباب. كما استطاعت المسرحية، أن تعيد الفنان عبد النور شلوش إلى خشبة المسرح بعد25 سنة من الغياب، والأكثر من كل ذلك، فإن المسرحية كسبت دعم متعامل خاص في تمويل تكلفة العمل المسرحي، وهي مبادرة سابقة تستحق التنويه. قال المخرج المسرحي جمال قرمي، أمس، بالجزائر العاصمة، في ندوة صحفية نشطها رفقة مجموعة فريق عمل مسرحية «مونصيرا»، إن المتعامل الخاص المتمثل في شركة التشاور الفلاحي الدولي قامت بتمويل العمل، منوّها بالمبادرة التي تعد سابقة بحيث تدخل شركة اقتصادية كشريك ثقافي، خاصة وأنّ المتعارف عليه في الجزائر هو دعم المتعاملين الاقتصاديين لرياضة كرة القدم فقط، وقد شاطره محمد لعوادي رئيس جمعية «بور سعيد» الثقافية والفنية للمسرح الرأي. وأشار المخرج، إلى أنّ مسرحية «مونصيرا» واحدة من روائع المسرح الكلاسيكي، وقد تم اختيارها على أساس أنّها تقود بطريقة دقيقة تشريح النفس البشرية، وبالتالي صالحة لكلّ زمن، وأكّد أنّ العمل مع الفريق تمّ بكل احترافية. من جهته، أكد رابح علام مدير عام شركة التشاور الفلاحي الدولي وممول العمل المسرحي «مونصيرا» أن المبادرة التي قام بها لم تأت بشكل عفوي، وكشف أنّه ابن المسرح وقد أخرج مسرحية مونصيرا سنة 1965وأدى دورا فيها، مشيرا إلى أن أول عرض للمسرحية لصاحبها ايمانويل روبلاس كان سنة1949. وبخصوص فكرة التمويل، يعتقد المتحدث، أن مبادرته تدخل في إطار تشجيع المنتجين والمبدعين في كل الميادين دون استثناء، وكشف ريس تعاونية بور سعيد، أنه استفاد من دعم هذه الشركة في الأربع مسرحيات التي أنتجها منذ جانفي2012. أمّا الممثل عبد النور شلوش، فقد دعا المتعاملين الاقتصاديين لدعم الإنتاج الثقافي، كما طالب المسؤولين بالقضاء على المدن المراقد وتنشيطها، وذلك بزرع بذور المبادرة من قبل المتعاملين الخواص أصحاب المال، مؤكدا أن الفن هو خلاص الشعوب من مآسيها. وعن المسرحية، قال المتحدث إنها أعادته إلى الخشبة بعد25 سنة من الغياب، معربا عن سعادته بهذه المشاركة. وأعرب الممثل المخضرم طه العامري عن سعادته بسبب مشاركته في العمل المسرحي الذي وصفه بالمهم، كاشفا أنه شارك فيها خلال العرض الأول لها الذي كان في نوفمبر سنة 1949، مع الفرقة المسرحية التابعة لحزب الشعب الجزائري، وهي مسرحية تتناول فكرة الثورة والكفاح للاستقلال وإخراج المستعمر الإسباني من الأراضي الفنزويلية. مسرحية «مونصيرا» أعادت أيضا الممثلة نادية طالبي إلى الخشبة، وهي تحمل ذكريات من سنة 1965، حيث أدت دور الفتاة الثورية، وأعربت عن أملها في أن تبعث المسرحية الحس الثوري في القطاع الثقافي. مؤدي دور البطل «مونصيرا» الممثل الواعد بركان حفيظ، اعتبر أن دوره في المسرحية له مسؤولية مضاعفة، فهي ثقيلة ونوعها تراجيدي وهو نوع لا يستلطفه معظم الجمهور الجزائري، وعليه أن يؤدي دورا مقنعا لهم وكذا للجيل السابق الذي أدى المسرحية، على غرار طه العامري. وقال إن المسرحية لا تعالج فقط فكرة الثورة والكفاح لنيل الاستقلال وطرد المحتل، وإنما لها أبعاد إنسانية، خاصة وأن العمل يتطرق لموضوع التطرف الديني في الكنيسة. وإلى جانب ذلك، قدم المكلف بالإعلام بالمسرح الوطني الجزائري إبراهيم فتح النور، البرنامج المسطر لشهر مارس الجاري، والذي خصص لإبداعات المرأة بمناسبة إحيائها لليوم العالمي، وذكر أن المسرح الوطني دأب من ست سنوات على تخصيص شهر مارس للمرأة المبدعة.