توقع وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد، أن تسجل المناطق الجنوبية للوطن توافد الآلاف من السياح بالمناطق الجنوبية، حيث سيحضر العديد من السياح الأجانب والمحليين لحضور الاحتفالات، وقد اتخذت العديد من التدابير الأمنية لتامين الموسم الخاص بنهاية السنة تفاديا لأي عمل إرهابي من شأنه الضرر بالمناسبة . أفاد الوزير أن الوزارة تنتظر آلاف السياح الجزائريين في احتفالات رأس السنة الميلادية في الجنوب، حيث ستعتمد الوزارة هذه المرة على حركة السياحة الداخلية لإنعاش هذا القطاع في الجنوب، في حين سيتم تعزيز رحلات السياح الأجانب والمحليين ببرنامج أمني خاص بالتعاون مع السلطات الأمنية، وشدد على ضرورة تقديم الوكالات السياحية لعروض مميزة لاستقطاب المحليين، حيث تعتمد وزارة السياحة في إستراتجيتها على التوافد الداخلي لإنعاش الحركة السياحية في الجنوب بعد أن كان مقتصرا في فترة من الفترات على بعض المئات من الأجانب وفي هذا السياق أكد محمد السعيد أن مصالحه بالتعاون مع السلطات الأمنية أعدوا مخططا أمنيا محكما لحماية السياح الأجانب والمحليين من إعتداءات محتملة من جماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل "فلا يمكن تخيل النهوض بالسياحة في غياب الأمن". ورد الوزير على الأصوات التي تقول أن الجزائر لا يمكنها أن تنافس الوجهات السياحية التي تتمع بها الدول المجاورة، وقال إن الجزائر لا تبحث على وجهة سياحة تنافسية بل تسعى إلى خلق وجهة سياحية متميزة ومنتوج خاص بنا. وأوضح وزير السياحة والصناعة التقليدية على هامش الاجتماع التقني لتقييم موسم الاصطياف لسنة 2013 والتحضير للموسم المقبل بفندق الجزائر أمس، أن الجزائر عرفت تأخرا في القطاع خلال العشرية الماضية، في وقت تقدمت بعض الدول، وهو الأمر الذي سيجعل الجزائر تستفيد من ذلك التأخر وتتجنب أخطاء الدول التي سبقتنا ووصف التأخر الذي سجل ب"تأخر ايجابي". أكد الوزير أن الوزارة قد قررت بعد تشخيص النقائص التي ما فتأت تسجل خلال مواسم الاصطياف الماضية وضع إستراتيجية وحلول بداية من الموسم المقبل، على غرار انجاز مخيمات عائلية بمرافق عالية الجودة، وقال إن الوصاية ستعتمد على حلول فعلية للمشاكل التي تعيق القطاع عن التقدم كل سنة، وهذه المرة عبر التميز ببرامج تناسب السياحة المحلية، على غرار انجاز مخيمات مجهزة بكل المرافق على مستوى 79 وعاء عقاري في مناطق جذب سياحي ستوضع في خدمة العائلات الجزائرية، إضافة لتخصيص منازل متنقلة تضمن إيواء السياح في ظروف جيدة، ناهيك عن إسناد تسير الشواطئ إلى المحترفين، وأضاف هذا النوع من الحلول خصص ليتماشى مع طبيعة السياحة الجزائرية التي لا تشبه بالضرورة نماذج دول الجوار، فليس هنالك جدوى من استنزاف ميزانيات وتضييع وقت ومجهود لبناء مباني مخصصة لإيواء السياح، ستبقى مهجور طوال السنة ولا تستخدم إلا موسم الإصطياف، معتبرا أن مخيمات مجهزة بكل ضروريات الحياة والمرافق بديل ناجع لفنادق تحقق خسائر في المواسم غير السياحية، واقترح محمد أمين حاج سعيد بعض السبل لتحسين مجريات المواسم الصيفية على غرار إعطاء الأولوية للمحترفين في عملية منح حق امتياز الشواطئ، وتهيئتها حتى يتم تجنب الاستغلال الفوضوي للفضاءات بإعطاء الأولوية لمخططات التهيئة السياحية للشواطئ، تشجيع الاستثمارات في المخيمات الصيفية ذات المعايير الدولية، خلال موسم الاصطياف وكذا رفع طاقة عرض الإيواء السياحي أمام الطلب المتزايد والعجز المسجل،عبر تشجيع الاستثمار في انجاز هياكل الاستقبال السياحي بأنواعها، كما دعا إلى ضرورة زرع ثقافة الإقامة لدى الساكن كصيغة للإيواء السياحي، وهو موضوع -حسب الوزير- جدير بأن يتم تناوله ومحاولة إيجاد أنجع السبل التي تٌحفز المواطنين لاختيار هذا النوع من الإيواء قصد التسهيل للإدارة القيام بقياس الوزن الاقتصادي والاجتماعي لهذا النمط، من أجل التحكم فيه من خلال المواسم القادمة، واقترح في خضم الموضوع تصميم موقع الكتروني خاص بهذا النوع من إيواء، حيث يتمكن السكان من عرض مساكنهم الموجهة للإيواء، من جهة أخرى عرج الوزير على النقائص المسجلة خلال مواسم الاصطياف الماضية لخصها في الاحتلال الفوضوي وغير المشروع للفضاءات بالشواطئ خارج حق الامتياز الناتج عن نقص التهيئة على مستوى الشواطئ، الضعف في جانب تنظيف الشواطئ الناتج عن نقص وسائل صيانتها، نقص في التجهيزات الصحية، الإنارة، الإشارات، فضاءات الألعاب الشاطئية، ضعف الإمكانيات المالية للبلديات الساحلية والذي ينتج عنه وسائل غير كافية لها ، إلى جانب عرض إيواء سياحي ساحلي غير كاف لحد الآن رغم الجهود المبذولة لسد العجز المسجل، والنقص في فضاءات الاستقبال والإعلام للمصطافين على مستوى المدن الساحلية والشواطئ، وهنا يجب التساؤل حول دور دواوين السياحة.