تشهد الجزائر العاصمة توافد عدد معتبر من المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن القريبة والبعيدة، وتكاد أن تتحوّل بفعل هذا التوافد إلى نقطة جذب سياحي ومدينة لا تنام، لكنها تبقى بحاجة إلى تدعيم مرافقها السياحية للاستجابة للاحتياجات المطروحة بها كمقصد سياحي، وهو أمر مطروح حله، حسب تصريح مدير السياحة لولاية الجزائر، وهذا من خلال ما هو مسجل من مشاريع استثمارية في مجال الفندقة بدرجات تصنيف متفاوتة تتراوح بين نجمتين وأربع نجوم . تنتعش الحركة السياحية في الجزائر العاصمة مع حلول كل موسم اصطياف، وتزداد هذه الحركة سنة بعد أخرى في ظل التدفق الهائل المسجل عليها، وعلى عكس السنوات الماضية فإن المدينة لم يعد يغمض لها جفن، فالحركة تستمر بها إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة أن الكثير من العائلات يفضلن التنزه أواخر المساء هروبا من الضوضاء والحر. والعاصمة ورغم عدم ارتقائها إلى المستوى الذي يتطلع اليه السائح المحلي أو الأجنبي، إلاّ أنها تحوّلت إلى موقع جذب سياحي يختاره السياح المحليون القادمون من مختلف ولايات الوطن الداخلية والجنوبية وحتى الساحلية منها، بالإضافة إلى المغتربين المقيمين بالخارج وكذا الأجانب الذين يختارون الجزائر وجهة سياحية لهم، وحادت هذه المدينة الساحلية عن كونها مجرد منطقة عبور السياح باتجاه الولايات الساحلية الأخرى للوطن ذات الشهرة السياحية على غرار بجاية وجيجل ووهران وغيرها.. ومع ارتفاع ذروة التدفق على هذه المدينة الساحلية، تسجل الشواطئ المحروسة بمختلف البلديات الساحلية إقبالا منقطع النظير، وقد تمّ هذه السنة تسجيل ارتفاع في عدد هذه الشواطئ المسموحة للسباحة، كما تحتضن العاصمة في مجال السياحة الساحلية المخيمات الصيفية التي تنظمها المؤسسات الوطنية والهيئات المتخصصة في هذا المجال منها وزارة الشباب والرياضة والهياكل الملحقة بها منها وكالات تنشيط وتسلية الشباب، وتعطي هذه المخيمات التي يتم نصبها هنا وهناك نكهة متميزة ومميزة لصيف العاصمة، كما تعطي للأطفال القادمين من الولايات الداخلية فرصة لاكتشاف عاصمتهم الساحلية. ونفس النكهة تصنعها العائلات التي تختار التخييم على شواطئ وغابات الجزائر العاصمة، فهي تخلق بذلك جوا مميزا غاب عن جو العاصمة لسنوات. فضاء سياحي آخر يميز يوميات صيف العاصمة يصنعه تردّد العائلات العاصمية على المساحات الغابية والحدائق العمومية والعامة ومختلف الفضاءات الخضراء وأماكن الترفيه والراحة، خاصة أن عددا كبيرا من هذه الفضاءات تم تهيئته بالشكل الذي يمكّن الذين يختارونه مقصدا للراحة، من قضاء يومهم مع أطفالهم في راحة تامة خاصة أنه تم على مستوى الكثير منها الأخذ بعين الاعتبار تهيئة مرافق التسلية وتوفير الألعاب مثلما هو الأمر بالنسبة لحديقة تيفاريتي وحديقة تونس ببلدية الجزائر الوسطى.ومن جانب آخر، تشكل بعض البلديات الداخلية وحتى الساحلية منها على غرار بلدية باب الوادي مساحات واسعة للتسلية والترفيه، حيث تحوّلت هذه البلدية إلى موقع يوفر عددا من "المنتوجات" منها الشواطئ وأماكن التسوق وكذلك فضاءات اللعب للأطفال. ويطرح في ظل هذا الواقع الذي بات يميز العاصمة، غياب المرافق السياحية التي من شأنها استقطاب الأعداد الهائلة للوافدين على المدينة، منها الفنادق ومختلف المرافق الخدماتية، ولا تستجيب بذلك الحظيرة الفندقية في العاصمة لاحتياجات الوافدين عليها من السياح في مجال الإيواء، وهو أمر يعكسه واقع السياحة ويقر بوجوده القائمون على القطاع. وحسب مدير السياحة لولاية الجزائر السيد صالح عكموم في تصريح ل "المساء"، فإن عدد الفنادق الساحلية بالولاية لا يتعدى 29 فندقا، جميعها الآن في مرحلة التأهيل، وتم في إطار الاستراتيجية السياحية للجزائر التي تخص تأهيل القطاع وتدعيمه بمرافق الإيواء، الانطلاق في إنجاز 51 مشروعا استثماريا محليا على مستوى الولاية، وذلك لإنجاز عدد من الفنادق مصنفة بين نجمتين وأربع نجمات، لتوفير 7610 أسرة، منها 26 مشروعا في إطار الانجاز، و18 في انتظار رخصة العمل، و7 مشاريع أخرى هي الآن في إطار تسوية الوضعية الإدارية. كما تمّ إدراج مشاريع كبرى أخرى في إطار مخطط تهيئة الإقليم في آفاق 2025 تخص إنجاز قرى سياحية تندرج في إطار الاستثمارات الأجنبية، منها مشروع قرية عين شرب ببلدية عين طاية ستوفر 5985 سريرا، ومشروع عين فوروم بموريتي 1 لتوفير 2004 أسرة، وقرية ساحل الجزائر ب460 سريرا، ومشروع قرية سيدي فرج ب 360 سريرا، ومشروع قرية زرالدة غرب ستوفر 6885 سريرا، يضاف لها مشروع دنيا بارك الإيكولوجي الذي يحوي في الجانب المرتبط بالفندقة على مرافق تتسع ل 100 سرير. ومن جانب آخر، يؤكد القائمون على قطاع السياحة في العاصمة أن الخصوصية الساحلية التي تطبع السياحة بالولاية دفعت بالإدراة المعنية إلى العمل على تأهيل الشواطئ والرفع من مستوى نوعية خدماتها من خلال خلق الشواطئ النموذجية التي يبقى الهدف منها توفير فضاءات للاستجمام في مستوى المقاييس. وحسب مدير السياحة للولاية، فإن الرفع من عدد الشواطئ النموذجية يعدّ هدفا وغاية في آن واحد للوصول إلى توفير المقاييس المعتمدة في مجال السياحة الساحلية في الجزائر، ومن ثم جعل الشاطئ الجزائري مقصدا سياحيا عالميا خاصة أن الجزائر تتمتع بمناخ ملائم ورائع للاصطياف والمصيف.