تتجه حاليا كل أنظار الطبقة السياسية وبعض الدول الأجنبية نحو قصر المرادية، ترقبا لإعلان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة ترشحه للموعد الاستحقاقي القادم من عدمه، والذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، وسيضع هذا القرار حدا لما يسميه البعض ب " السيسبانس"، وأخذ ترشح الرئيس للرئاسيات القادمة حيزا كبيرا في بعض وسائل الإعلام الأجنبية خاصة الفرنسية منها التي فتحت المجال لكل السيناريوهات المحتمل حدوثها في رئاسيات 2014 التي لا يمكنها أن تفتح صفحاتها الأولى دون التطرق للحديث بإسهاب عن هذه القضية التي أصبحت "حدث الساعة ". تراجع المؤشرات التي توحي بترشح بوتفليقة لرئاسيات 2014 ومع اقتراب اليوم الموعود كما فضل تسميته البعض، تراجعت المؤشرات التي توحي بترشح الرئيس مقارنة بالأشهر الفارطة دخلت فيها الطبقة السياسية في سباق مع زمن، فهناك من حزم حقائبه وقرر ركوب قاطرة العهدة الرابعة وفضل البعض الأخر لعب دور الأرانب وفئران تجارب، كما قاله إحدى النواب في تصريح ل"الجزائر الجديدة". المعارضة تتنفس الصعداء بعد تجاهل ملف تعديل الدستور وأبى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن يبقى على "السيسبانس" الذي يكتنف المشهد الرئاسي، فترك الكل يحبس أنفاسه ويضبط عقارب الساعة مع أخبار النشرة الرسمية التي تبث على القناة الوطنية ترقبا لأي طارئ، وفي الأخير وضعت هذه الأخيرة حدا لكل ما افترض ونشر في بعض وسائل الإعلام بخصوص إعلانه عن تعديل الدستور أو شيئا من هذا القبيل، ليفاجأ الجميع بموافقته على خمسة مشاريع أهمها تمديد صلاحيات جوازت السفر إلى عشرة سنوات، كما بالتوقيع على قانون المالية لسنة 2014 وأعطى تعليمات للوزير الأول بضرورة إخماد فتيل الاحتجاجات التي اندلعت من ولاية غرداية. وبخرجة رئيس الجمهورية هذه غيرالمنتظرة، تنفست المعارضة الصعداء بعد أن أضافت نقطة إلى رصيدها، بسبب تجاهل القاضي الأول للبلاد رفقة طاقمه الحكومي ملف تعديل الدستور، الذي يبقى الغموض يكتنفه إلى أجل غير محدد. كثرت التأويلات مباشرة بعد الصور الرسمية التي بثتها نشرة الثامنة، فهناك من راح يؤكد خبر عدم ترشحه بالنظر إلى الظرف الصحي الذي بدا عليه أثناء ترأسه لاجتماع مجلس الوزراء الأخير، ومن جهة أخرى فضل البعض أن يربط قضية عدم ترشحه بطيه حاليا لملف تعديل الدستور، الذي قيل عنه سيكون بمثابة الإشارة الرسمية خاصة بعد أن تحدث الكثيرون عن استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية في حالة تعديله. ستة شخصيات قد يستلم واحد منها كرسي قصر المرادية في حالة عدم ترشح الرئيس ويدور حاليا الحديث داخل أروقة " الآفلان " عن المرشحين المحتملين لتولي رئاسة كرسي قصر المرادية بدل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أكدته مصادر مقربة سعداني، من بينهم عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحي والأخضر الإبراهيمي وبن فليس رئيس الحكومة السابق وعبد القادر بن صالح، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي وعبد المالك سلال، الوزير الأول بحكم الخرجات الميدانية التي هو بصدد القيام بها، وأكد مصدرنا أنه وبغض النظر عن المشاكل التي يواجهها معظم هذه الشخصيات القيادية، فبمجرد تلقي أوامر فوفية تقضي برفع أيدي من أجل مساندة من اختاروه ليكون رئيسا للبلاد، فالكل سيصفق وسيضع كل المشاكل التي كانت موجودة في طي النسيان، وفي هذا الصدد تساءلت ذات المصادر عن أسباب عدم إعلان علي بن فليس، المرشح لرئاسيات 2004 ورئيس الحكومة السابق عن ترشحه. .... بلخادم صاحب مقولة " لا نريد جبهة ذرعا يحلب أو ظهرا يركب" أولهم ويتميز المرشحون لرئاسة الجمهورية في حالة عدم ترشح عبد العزيز بوتفليقة للرئاسيات برصيد مهني حافل من بينهم عبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني تقلد هذا الأخير 12 منصبا رسميا منذ دخوله للحياة السياسية سنة 1972، نصب خلالها كمدير مساعد للعلاقات الدولية برئاسة الجمهورية ليعين سنة جوان 2008 كوزير للدولة ممثل لرئيس الجمهورية وتأرجحت كل المناصب التي تقلدها بين نائب في المجلس الشعبي الوطني لعهدتين، ليعين كرئيس للمجلس الشعبي الوطني ثم وزير دولة وزير الشؤون الخارجية، ليتولى مهام منسق للهيئة الانتقالية للتنسيق لحزب جبهة التحرير الوطني ثم انتخب في 2 فيفري 2005 كأمين عام للهيئة التنفيذية للحزب في أعقاب أشغال المؤتمر الثامن الجامع للحزب، معروف بعلاقته الوطيدة مع رئيس الحزب، عبد العزيز بوتفليقة، امتاز في فترة تقلده لمنصب الأمانة العامة للأفلان بتصلبه في التسيير، صاحب مقولة " لا نريد جبهة ذرعا يحلب أو ظهرا يركب"، والمعروف بانتمائه للتيار الإسلامي الوطني. لكن شاءت الأقدار أن ينقلب المركب به في أخر مطاف بعد أن سحبت منه الثقة لكن رغم هذا مازال ضله يخيم على الحزب، وحسب المتتبعين لهذا الشأن لو رشح عبد العزير بلخادم لرئاسة الجمهورية فهو الأوفر حظا بالنظر إلى الشعبية التي يمتاز بها بغض النظر عن المشكل النظامي الذي يعترضه داخل الحزب. أويحي الرجل المعروف بحنكته السياسية ثانيهم أحمد أويحي، الأمين العام السابق للأرندي، الذي لم يأبى ظله أن يفارق التجمع الوطني الديمقراطي حتى في اليوم الذي زكي فيه عبد القادر بن صالح كأمين عام للبيت، ثاني شخصية محتمل ترأسها لكرسي قصر الرئاسة بالنظر إلى الوزن السياسي الثقيل الذي يمتاز به، تقلد 17 منصبا رسميا منذ سنة 1975 إلى غاية سنة 2012 تسلم رئاسة الحكومة الجزائرية لثلاثة مرات وفي المرة الأخيرة وبالتحديد سنة 2008 تسلم منصب رئاسة الوزراء، رجل معروف بحنكته السياسية والابتسامة التي لا تفارقه في كل خرجة إعلامية حتى في عز المواقف المحرجة، رفض الخروج مطأطأ الرأس من الأرندي وقرر تقديم استقالته قبل أن تنقلب موازين القوى على رأسه، وبالرغم من استقالته السياسية والوزارية، إلا أن طيفه لازال يخيم دبلوماسيا على من يرفضون تواجده. بن فليس الشخصية التي ضربت عقر دار الآفلان في رئاسيات 2004 ثالثهم ثالث شخصية تمكنت من فرض تواجدها في الساحة السياسية، وكانت تشكل خطرا في كل موعد استحقاقي على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتمكنت من تقسيم ظهر الآفلان وضربت عقر داره، علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق ومرشح رئاسيات 2004ّ، معروف بأنه حقوقي قبل أن يكون رجلا سياسي، خريج كلية الحقوق، اشتغل كقاضي بمحكمة البليدة ثم نصب كنائبا عاما لدى مجلس قضاء قسنطينة سنة 1971، ليطلق بعدها هذا السلك وأصبح نقيبا لمنظمة محامي لمنطقة الشرق الجزائري. تقلد علي بن فليس حوالي 15 منصبا رسميا، وكان في فترة من الفترات أهم المقربين لغريمه عبد العزيز بوتفليقة خاصة في سنة 1999 كان خلالها مدير الحملة الانتخابية للرئيس لتنقلب بعدها موزاين القوى سنة 2004، عندما أعلن عن ترشحه تمكن خلالها من استقطاب العديد من قيادي الآفلان، الذين زكوه وأعلنوا عن مساندته، وبذلك تمكن هذا الأخير من ضرب استقرار الحزب العتيد الذي دخل في دوامة لم يتمكن من الخروج منها إلى حد اليوم. وكان أخر إطلالة قام بها علي بن فليس، المترشح الأسبق لرئاسيات 2004 حضوره للذكرى الأولى لوفاة المحامي الكبير عمار بن تومي التي نظمت بفندق الهلتون، اكتفى فيها هذا الأخير بقول عبارة واحدة كانت كافية ليفهم مضمونها " أنا رجل وفاعل سياسي لا بد أن تكون لي مداخلة في الموضوع لاحقا" "، لنقل أن ذلك سيكون على مدى قريب .... أنا رجل له أخلاق وأخلاقي تفرض علي ألا أحرج عن إطار المناسبة...". بن صالح والإبراهيمي رجل المهام الدبلوماسية خامسهم الأخضر الإبراهيمي وعبد القادر بن صالح، رابع شخصية يدور الحديث عنهما داخل أروقة الآفلان، تقلد الأخضر الإبراهيمي مناصب ديبلوماسية هامة، عين كمبعوث لهيئة الأممالمتحدة سنة 1989 وعين كوزير للخارجية سنة 1991، وكان أخر منصب تقلده إلى يومنا هذا مبعوث للأمم المتحدة في سوريا 2012. سلال مدير حملة الرئيس في 2004 ومترأس طاقمه الوزاري الحالي سادسهم عبد المالك سلال أخر شخصية، من المحتمل أن تستلم كرسي الرئاسة، فهناك من ربط الخرجات الميدانية التي يقوم بها بشروعه في القيام بحملة انتخابية مسبقة، رغم تصريحاته النافية لكل هته التخمينات، وعن صحة ما يقوم به الوزير الأول أوضحت مصادر، مؤكدة أن عبد المالك سلال حصل على ترخيص من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة للقيام بها عوض أن يقوم بها الرئيس بنفسه الذي لا يمكنه زيارة 48 ولاية، بالنظر إلى ظرفه الصحي، فعادة رئيس الجمهورية هو من يقوم بها عند الانتهاء من تنفيذ برنامجه الخماسي وسيختتم عبد المالك سلال هذه الزيارات بعقد اجتماع حكومي يجمع بطاقمه الوزاري، للنظر في المشاريع التنفيذية والتمهيدية العالقة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل يفعلها سلال مثلما فعلها علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق ويعلن ترشحه للرئاسيات، بعد أن أدار حملة الرئيس في رئاسيات 2004 رفقة عدد من أعضاء اللجنة المركزية.