استبعد قياديون في الأفلان إمكانية حصول خصوم سعداني على ترخيص من طرف وزارة الداخلية، لعقد دورة طارئة من أجل انتخاب أمين عام جديد للأفلان، الذي بدأت الهزات الارتدادية تضرب عقر داره مجددا، بعد أن تعرض لأعنف زلزلال ضربه السنة الماضية. وفي هذا الصدد، لم يتمكن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني من إخفاء تخوفه من تحركات خصومه، وهو ما دفعه إلى عقد اجتماع طارئ أول أمس، دعي فيه أعضاء المكتب السياسي إلى صد الأبواب في وجه من يحاول خلعه من منصبه وطالبت فيه التشكيلة القيادية للحزب بضرورة لقاء رئيس الحزب لاطلاعه على الأمور التي تجري بداخله، وهو ما وصفته مصادر قيادية داخل الحزب بالأمر المستبعد كون رئيس الجمهورية عبارة عن مؤسسة محيطة بأشخاص فمن الناحية القانونية، ووفقا لما تنص عليه المادة 37 من القانون الأساسي تجتمع دورة اللجنة المركزية مرتين كل سنة وتجتمع في دورة استثنائية بطلب من الأمين العام للحزب العتيد. وأكدت مصادر قيادية داخل حزب جبهة التحرير الوطني، إنه من الصعب أن يحصل خصوم سعداني على ترخيص من الداخلية لعقد دورة استثنائية كون أن السلطة حاليا مهتمة بالوضع العام للرئاسيات وما شابه ذلك، فلو عدنا قليلا إلى الوراء وفي عز الأزمة التي كان يتخبط فيها الحزب العتيد فرغم المشاكل التي كان يعاني منها هذا الأخير لم يحصل طالبوا عقد دورة طارئة للجنة المركزية إلا بعد خمسة أشهر من تاريخ الإيداع، فالمتتبع للمشهد السياسي القائم داخل الأفلان يتبين له أن المشكل القائم بين الأجنحة المتخاصمة هو صراع من أجل تواجد بعض الشخصيات فقط، ولحد الساعة لم يعلن أي طرف من الأطراف رفضه للعهدة الرابعة أو أي شيء من هذا القبيل، لذلك رفضت بعض الأجنحة في السلطة أن تتدخل فيما يجري حاليا داخل الحزب، ومن جهة أخرى أثارت البيانات الصادرة من طرف التقويميين سخط العديد من أعضاء اللجنة المركزية الذين طالبوا بضرورة نشر القائمة الإسمية التي تتضمن أسماء القياديين الداعين إلى عقد دورة طارئة من أجل انتخاب أمين عام جديد ، وعن أسباب عدم نشرها، قال محدثنا تعود لسببين رئيسيين أبرزهما عدم صحة الأرقام التي قدمها عبد الرحمان بلعياظ بمعني أنهم لم يتمكنوا بعد من جمع النصاب الذي يتحدثون عليه حاليا أو أنهم تعرضوا للضغط من طرف الملتحقين بهم من أعضاء اللجنة المركزية الذين يردون العمل في الخفاء، ويبدوا أن عمار سعداني قرر مواصلة تحديه لخصومه الرافضين لتواجده على رأس الحزب، وهذا من خلال التصريحات الاستفزازية التي مزال يدلي بها في كل خرجة إعلامية بخصوص التصريحات الاستفزازية التي تمس المؤسسة العسكرية والمخابرات وبعض إطارات الدولة من بينهم الوزير الأول، عبد المالك سلال.