دعا سعيد سعدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المترشحين للانتخابات الرئاسية إلى الانسحاب من السباق وترك رئيس الجمهورية وحده في الساحة، مشددا على أهمية إقرار مرحلة انتقالية تشارك فيها الأحزاب والتنظيمات لإحقاق التغيير. أضاف سعيد سعدي أمس، في فروم جريدة" ليبارتي "، أن الوضع الآن خطير للغاية و حساس جدا بشكل لا يسمح بتضييع المزيد من الوقت لإقرار فرصة التغيير، وواصل المتحدث أن المرحلة الانتقالية هي الحل المناسب للجزائر الآن، موضحا أن شخصيات تاريخية وسياسية بإمكانها قيادة المرحلة الانتقالية لتجنيب الجزائر من كارثة محتملة. و اعتبر أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون متبوعة بإعادة صياغة دستور تشارك في صياغته جميع هيئات المجتمع المدني والفعاليات الأخرى المختلفة مهما كان انتمائها، و يكون شرطه الأساسي ضمان حق الأقليات في الجزائر مهما كانت طبيعتها، حتى لا تستفرد الجماعة التي تصل للحكم أو السلطة فيما بعد للحكم وتغلق اللعبة لصالحها مقصية البقية. واستطرد سعيد سعدي في لقائه مع الصحافة أمس، أن الإشكال بالنسبة له ليس في تقدم بوتفليقة لعهدة رابعة وإنما الإشكال هو الطريقة التي تصمم بها هذه العهدة، لأنها تكرس سياسية دشنت منذ وصوله للحكم، وخاصة عندما تم التصويت على تعديل الدستور وفتح العهدات سنة 2008. وقال أنه من الغباء والتناقض أن تبقى أحزاب سياسية وبعض الشخصيات في السباق رغم اقتناعها المسبق أن اللعب مغلق، مستشهدا في هذا المضمار بالتغيرات العديدة التي قام بها بوتفليقة من أجل ضمان العهدة الرابعة وورائه جهاز المخابرات، واعتبر التغييرات التي أجراها على كل من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وزارة العدل والمجلس الدستوري جميعها أكدت العهدة الرابعة مسبقا. واعتبر أن الجدال الذي وقع مؤخرا حول علاقة الرئاسة بالمخابرات هو ظاهري فقط وهو حصل على جزئيات وليس على الأهداف، وقال إن المخابرات هي التي أتت ببوتفليقة في 1999 وهي التي صنعته وأعطته جميع الصلاحيات والإمكانيات، وهي التي وافقت على تعديله للدستور سنة 2008، موضحا أن هذه المعطيات جميعها تجعله مقتنع أن الصراع ليس من أجل المبدأ وإنما من أجل بعض المصالح وفي النهاية يحدث دائما اتفاق وهو ما حصل فعلا حسب سعيد سعدي، وطالب سعدي بجميع فعاليات المجتمع والأحزاب للعب دورها التاريخي وتحمل مسؤوليتها لأحداث التغيير في الجزائر الذي فشل سنة 1988، عندما قدمت فرصة لذلك من أجل تغيير النظام الذي أسس سنة 1962 من خلال مصادرة المبادئ التي سطرت في مؤتمر الصومام وبيان أول نوفمبر. وفي رده على أسئلة الصحافة الخاصة بترشح بن فليس، قال أنه لا يفهم إقدامه على ذلك رغم المعطيات السلبية التي تميز الوضع والغلق المسبق للعبة، وأضاف في تعليقه على رسالة حمروش التي وجهها للشعب أنها تحمل تناقضا فيما يخص دعوته بأن يتولى الجيش دور أكبر من جهة ودعوته لوضع سلطة مضادة للسلطة من جهة أخرى. وأضاف أن ترك بوتفليقة لوحده في الساحة السياسية سيجلب له الكثير من الحرج والمشاكل على المستوى الدولي مادامت الأوضاع في الداخل لا تقلقه.