غريب أمر سعيد سعدي، يرمي بيوت الناس بالحجارة وبيته من زجاج، فعندما رفع ورقة 1000 دينار داخل البرلمان يتهم النواب بالرشوة ، على خلفية رفع رواتب النواب، فإن سعدي هو أيضا مستفيدا منها، وبالتالي أراد فقط توجيه رسالة للرأي العام، وهي رسالة " علاقات عامة " وليس أكثر من ذلك، بهدف " تبييض وجهه " للمناضلين الأرسيداويين بالدرجة الأولى. وغريب أمره أيضا عندما يعتبر تعديل الدستور إنما جاء من أجل العهدة الثالثة لبوتفليقة، وإن كنت لا أناقشه في هذا ، وربما أشاطره الرأي أيضا لكون أ÷م تعديل هو المادة 74، فإن ما هو قابل للنقاش هو لماذا يرفض سعدي عهدة ثالثة لبوتفليقة تجلسه على كرسي المرادية لمدة 15 سنة ، بينما هو نفسه تربع على رأس الأرسيدي لمدة 20 سنة، وأكل معارضيه الواحد تلو الآخر، من خليدة تومي، وزير الثقافة الحالية، إلى عمارة بن يونس، إلى رزقي آيت العربي، وأخيرا حميد لوناوسي الذي نقلت الصحف عدم رضاه عما يجري في ثنايا الحزب. والقضية الأخرى، هو أن سعدي لما أفلس سياسيا، وتأكد أنه مفلس فعلا، راح يلعب من جديد على ورقة تاريخية فشلت نهائيا في الحقل السياسي الجزائري، وهي ورقة " إدخال جبهة التحرير الوطني إلى المتحف " ، حيث صرح مؤخرا يطالب بإعادة جبهة التحرير الوطني إلى الشعب. ويفهم من سعدي ، أي ما يريد سعدي قوله فعلا، أن جبهة التحرير الوطني في الآونة الأخيرة أصبحت تنظر للنظام، باعتبارها هي التي دعت وأيدت وأنصرت مشروع تعديل الدستور، وأغلقت اللعبة الديمقراطية في وجه المعارضة، والمغالطة هنا، هي أن جبهة التحرير الوطني ليست " مهربة " عن الشعب بدليل أن نتائج الإنتخابات في السنوات الأخيرة منحتها المرتبة الأولى شعبيا. والقضية الثانية المرتبطة بالموضوع، لماذا يدعو سعدي إلى إعادة الجبهة إلى الشعب، وهي مع الشعب في قضاياه ومحنه وآماله وألامه، وهو يصر على احتكار الأمازيغية، له ولحزبه ولا يعيدها إلى الشعب أيضا، إنها أيضا ملك لجميع الجزائريين. لماذا لا يترك سعدي حصان الأمازيغية ويجرب حظه السياسي خارج مدينة تيزي وزو ليزن نفسه وحزبه وسياسته وإيديولوجيته ؟ إن التسويق السياسي الفعال بحاجة إلى رجال يفقهون المرحلة ، بجيلها ومتطلباتها وأدواتها التكنولوجية الجديدة، مثلما فعل أوباما في الرئاسة الأمريكية الأخيرة، فلم يلعب أبدا على مواضيع الجيل الماضي، جيل الحروب ، من الفيتنام إلى أفغانستان مروا بالعراق. والحديث قياس، لسعدي ولآخرين أيضا.