يعتبر الأستاذ في حياة التلميذ شخصا مهمّا في حياته المدرسية التي تتجه في خطين متوازيين ، إما النجاح أو الرسوب، بل يعتبره البعض أهم من الدروس في حدّ ذاتها، و يفضلُ البعض الأستاذ الشاب ، فيما يبحث آخرون عن أهمية عامل سن الأستاذ بالنسبة للتلميذ و الطالب. الجزائر الجديدة قامت بهذا الاستطلاع من أجل معرفة رأي التلاميذ في هذه الموضوع ، و ما معيار تفضيلهم لأستاذ عن آخر ؟ . الأستاذ الشاب يملك قدرة للتواصل هي فئة كبيرة من التلاميذ و الطلبة الذين يعتبرون أن الأستاذ الشاب يملك إمكانية فعالة في التواصل مع التلميذ و جعله يشعر بالارتياح أكثر في القسم ، كون هذا الأخير يملك من الميزات التي تجعله يفهم التلميذ ويتواصل معه بسهولة، تقول أم لبنة، 44 سنة عن هذا الموضوع:" فرحت ابنتي حينما علمت أن أستاذتها لهذه السنة الدراسية شابة في الخامسة و الثلاثين ، بعكس السنة الفارطة حينما كانت تدرسها أستاذة الفرنسية ، و هي كبيرة أستاذة كبيرة في السن ، و قد وجدت ابنتي التي هي في الصف الرابعة أساسي صعوبة في التواصل معها"، أما سناء و هي تلميذة في الرابعة متوسط ، فقد صرّحت أنها دائما كانت تفضل الأستاذ الشاب أو الشابة كونه يتقارب معها سنا ، وبذلك لن تشعر بالارتباك في التعامل معه قائلة : " أفضل الأستاذ الشاب لأنه يتقارب معي سنا ، و لن أخجل منه أو أرتبك منه، و عادة ما يكون الأستاذ كبير السن صارما و جادا إلى درجة الملل و الخوف منه ، و هذا ما يؤثر سلبا على استيعاب الدروس" . في حين ترى حنان و هي تلميذة في الطور المتوسط ، أن الأستاذ كبير السن و بالرغم من خبرته في الحياة ، إلا أن عامل السن يؤثر عليه سلبا قائلة: " لا أعارض الأستاذ ذو السن الكبير ، و لكنني أفضل الأستاذ الشاب الذي لا يزال يحمل أفكار الشباب من إرادة و حب العمل بعد تخرجه ، بعكس الأستاذ كبير السن الذي نجده عادة قد سئم من التدريس بحكم سنوات العمل التي أمضاها ، و لا ينتظر إلا تقاعده ". الأستاذ المسن ..له تجربة و خبرة أكبر هذا و قد يعتبر الكثير من الأولياء أن الأستاذ الشاب لا يملك نفس المقومات التي يملكها الأستاذ كبير السن ، و الذي يملك خبرة كبيرة في الحياة و العمل تجعله يسيطر على عمله و على تلاميذه بشكل جيد، بل يدرك كل خفايا التعليم ، بما فيها شخصية كل تلميذ، فبمجرد الدخول للقاعة إلا و يدرك ميزات كل طالب و الطريقة المثلى للتعامل مع كل واحد منهم، و هذه الفئة نجدها غالبا ما تنتقد الأستاذ الشاب حديث التخرج ، و يتهمونه أحيانا باللامبالاة و المبالغة في التقرب من التلميذ بما لا يخدم مصلحته، هذا ما صرحت لنا به مجموعة من التلاميذ في الطور الثانوي ، الذين أعربوا عن ارتياحهم للأستاذ الكبير السن خاصة في الطور الثانوي ، الذي يحتاج إلى خبرة و دراية أكبر. مريم، تلميذة في السنة الثانية ثانوي، صرحت لنا أنها تشعر بالارتياح حينما يكون مدرسّها كبير السن ، خاصة في مواد اللغات ، كونها تستوعب أفضل معهم و تحصل على أفضل العلامات عندهم "، و لا ينطبق الأمر على التلميذ فحسب، بل يتعدى الأولياء الذين يعيرون لهذا الجانب أهمية كبيرة، تجعلهم دائما و في كل بداية سنة دراسية ينتظرون بكل حذر ، الأستاذ الذي سيدرس أبناءهم ، خاصة فيما تعلق بجانب عامل السن، تقول والدة ملاك،37 سنة:"أنا شخصيا أفضل الأستاذ أو الأستاذة كبيرة السن ، و حينما وجدت ابنتي تدرس هذه السنة لدى أستاذ كبير السن شعرت بالاطمئنان و الراحة ، و هذا ليس انتقادا للأستاذ الشاب ، و لكنني أجد في الأستاذ كبير السن ميزات الرزانة و الثقة و القدرة على السيطرة على التلميذ ، و غيرها من الميزات التي اكتسبها بحكم خبرته التي حصدها من سنوات طويلة في العمل و التعامل مع التلميذ"، أما ملاك و هي تلميذة في السنة الثانية ابتدائي بمدرسة حاج قدار ببراقي ، فقد لاحظت والدتها أنها تستوعب أفضل مع أستاذها الجديد ، بعكس السنة الفارطة التي لم توفق فيها و لم تحصل على نتائج مرضية . بين الأستاذ الشاب و الأستاذ المسن ، إختيار لحب العطاء و الخبرة ، و لا يهم السن بقدر ما تهمُ الرسالة السامية التي يضعها كل أستاذ في حقيبة تربوية و تعليمية لجيل الغد .