يميل سكان منطقة خنشلة الى تسوية مشاكلهم بانفسهم ويحتكمون إلى العروش دون غيرهم من الجهات المسؤولة بل ويتعايشون فيما بينهم علي هذا الاساس حتى في مسائل القتل العمدي التي تنطلق في أغلبها من أسباب تافهة, فتأصلت الظاهرة وأضحت ميزة لها لا تخلومن فائدة خاصة في حالات تحقيق التراضي بين الاطراف المتنازعة الا ان الغلو فيها ساعد على تنامي الجريمة بهذه المنطقة المحافظة خاصة باقتناع سكانها بليونة العقاب وعدم صرامته والأكثر من ذلك أمكانية العفوعن الجاني . ولعل الأرقام التي كشفت عنها قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بخنشلة "روان علي" خلال عرضه لحصيلة نشاط مصالحه للثلاثي الاول من السنة الجارية هي ما تترجم الإرتفاع المذهل للظاهرة وسط سكان المنطقة الذين أرادوا تسيير شؤونهم بأنفسهم، فهؤلاء الأعراش من المجتمع البسيط يقومون بعقد جلسات للصلح خصوصا أمام الاعتداءات بين الاشخاص بعيدا عن انظار الجهات الامنية التي من شأنها ان تضع حدا للاجرام وتردع من خلال العقوبات الصارمة مرتكبيه والحد من هذه الظاهرة المتجذرة وسط الاعراش الشاوية. حيث تم خلال هذه الفترة تسجيل 34 قضية متعلقة بالجنايات والجنح ضد الأشخاص, ومن ابرزها الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض ب 13 قضية، الضرب والجرح العمدي ضد الزوجة قضية واحدة، فيما تم تسجيل قضيتين خصت الضرب والجرح العمدي ضد الأصول، ناهيك عن القتل العمدي الذي تم على اثره معالجة ثلاث قضايا.وقد مكنت عمليات المداهمة التي تدخل في إطار محاربة الإجرام، نفذت وحدات المجموعة خلال الأربعة أشهر الأولى لسنة 2010، شملت جميع البلديات، القرى والمداشر الواقعة بالإختصاص الإقليمي، والتي أسفرت عن تعريف 3212 شخص أوقف على اثرها 14 متهم. وتعتبر جناية القتل العمدي بالسلاح الناري مع سبق الإصرار والترصد , التي عالجتها عناصر فرقة بخيران خلال شهر جانفي من اهم القضايا, حيث تم على إثرها إيقاف شخصين قدموا امام العدالة أين أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الولاية بإيداعهم الحبس الاحتياطي. في ذات الصدد قدمت عناصر فرقة عين الطويلة أمام العدالة شخص بتهمة ارتكابه لجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. وعلى غرار الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص تمكنت ذات المصالح من معاينة 19 قضية خصت هذه المرة الجنايات والجنح ضد الممتلكات, حيث تم حل خمس قضايا تعلقت بسرقة المواشي, وكذا التزوير بأربعة قضايا, أبرزها اثنين تعلقت بتزوير المركبات. وقد مكنت عملية مداهمة التي قام بها عناصر الدرك من توقيف عصابة تمتهن نشاط تزوير المركبات مكونة من شخص من جنسية مغربية رفقة أربعة أشخاص من جنسية جزائرية قاموبتزوير مركبة نوع بيجو505 ويتمثل التزوير في وضع مركبة للسير بلوحة التسجيل لا تتطابق مع نوع المركبة.وفي ضوء تنامي ظاهرة الإجرام بهذه الوتيرة جندت مصالح الدرك عناصرها وكثفت من نشاطها من خلال الدوريات اليومية والمداهمات, لعلاج هذا الداء الذي بات يفتك بسكان المنطقة, والذي لم تتمكن قوة مايعرف "بعروش الشاوية" من استئصاله.