اعتصم ألآلاف من المقتصدين المضربين، صباح أمس، أمام مقر وزارة التربية في "رويسو" بالعاصمة، حاملين صور زميلتهم "شهيدة الإضراب" فضيلة ناضر، و حملوا وزارة التربية مسؤولية وفاة الأخيرة، نتيجة الضغط الكبير الممارس عليهم، وقد حاولت قوات الأمن تفريق المحتجين، مما تسبب في حصول مناوشات بين الطرفين انتهت بتوقيف المئات منهم. عرف مقر وزارة التربية الوطنية، برويسو" العاصمة"،أمس توافدا كبيرا للمقتصدين الذين جاءوا من مختلف ولايات الوطن، للتعبيرعن تذمرهم من سياسة الوصاية في التعامل مع قضيتهم والتي تسببت في وفاة زيملتهم بوهران نتيجة توقيفها عن العمل الذي "ولد لديها" ضغطا نفسيا كبيرا انتهى بالوفاة. وقد سجل توافد كبير لقوات الأمن، التي طوقت المكان بسرعة، وحاصرت المحتجين في محاولة لتفريقهم، مما تسبب في دخول هؤلاء في مناوشات ومشادات مع قوات الأمن، انتهت بتوقيف حوالي 700 منهم، حسب مصطفى نواوية رئيس اللجنة الوطنية للمقتصدين، كما قامت قوات الأمن بحجز بطاقات هوياتهم، مع تهديدهم باستدعائهم للتحقيق معهم، وهو ما اعتبره محدثنا تجاوزا خطيرا "مادامت الوقفة الاحتجاجية قانونية و مادام المشاركون فيها قد حرصوا على تنظيمها في ظروف عادية بعيدا عن أية انزلاقات". وحمل المشاركون في الاعتصام، وزارة التربية مسؤولية الضغوطات المسلطة ضد المضربين، وأجمعوا أن زميلتهم، وهي رئيسة الفرع الولائي لوهران فضيلة ناضر التي توفيت منذ أيام، رحلت و هي مضربة، و كانت تعاني في الأيام الأخيرة من توتر كبير، "جراء الممارسات و التجاوزات الصادرة عن مديرية التربية"، لكسر الإضراب و إرغامها على استئناف العمل. من جهة أخرى، أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين، على لسان الصادق دزيري، خلال تدخله أمس، على أن مستخدمي القطاع "سيردون على الوصاية" بعد العطلة، وشدد على أن جميع منخرطي "اينباف" متضامنون بشكل "لا متناهي" مع زملائهم المضربين، و" سيثبتون للوزارة بأنها "أخطأت" بلجوئها إلى سياسة الترهيب والتخويف.."، في إشارة إلى عملية "إنزال"ّ لممثليها أمس في جميع ولايات الوطن، للضغط على المضربين، و محاولة إقناعهم باستئناف العمل "لأن الوزارة وافقت على تخصيص تعويض موازي لمنحة الخبرة البيداغوجية ". وهو ما استغربه رئيس "اينباف"، باعتبار أن لجنة موظفي المصالح الاقتصادية وهي "الممثل الشرعي و الوحيد للمضربين"، لم تتلق أي دعوة لاستئناف الحوار، و لم تصلها أية مراسلة رسمية من مصالح بن غبريط، تتضمن هذا القرار. في السياق، قال رئيس اللجنة، إن وزارة التربية أصبحت اليوم في مواجهة موجة غضب جميع موظفيها من مختلف التنظيمات النقابية، مشيرا إلى أن التنظيم لقي تضامن مختلف نقابات القطاع ك "الكنابست" و "السنابست" .