حظي فراس حج محمد، أول أمس ، بفرصة مشاركة لفيف من الشعراء والشاعرات في مدينة نابلس في مركز الدراسات النسوية، شعراء على الطريق يمتلكون مخزونا من الموهبة، معبأون بالوطن وبالموسيقى وبالفكرة، ليسوا تائهين، ليسوا محبطين، عاشقون، مولهون، قائدهم أمل بغد أفضل، يغنون للشهداء والمناضلين، وللقدس درة المدائن، عزفوا حنينهم لليلاهم، تحدوا كل ما يؤخرهم، انتقدوا من لا يهتم بهم شعراء يضيفون لبنة مهمة في مشهد الثقافة الفلسطينية، خاصة في مدينة نابلس، هذه المدينة العريقة، الشام الصغرى، فكيف بها أن تتوارى وراء أستار المركز المتشظى، عليها أن تشد اللجام، لتكون فارس الحلبة، كما كانت، فهي المدينة الفاضلة والأغنية الباقية فكيف بها لا تزهو بنفسها فخرا، وهي تستقطب التاريخ وعبق الياسمين وسحّ المطر!! هؤلاء الشعراء بما حملته قصائدهم من بوح وشعر، وموسيقى يبشرون بمشهد شعري غني ومتنوع، فمنهم من عشش في لغة المتنبي، فاستحضر الروح القوية والمعاني الصلبة، ليعبر فيهما عن واقع بدا أسود مجبول بالألم، ومنهم من حلق في فضاءات عليا ليصنع لغة خاصة، ومنهم من شكل إضافة في صوت أنثوي شفيف عفيف، يختار اللفظة الموحية بشفافية حتى وإن كان الشعر في الغزل! شعراء لم يكونوا صغارا، وإن كانوا شبابا، شعراء يحملون شعلة متقدة، لا تموت بفعل أعتى الرياح، ولن يسمحوا لها أن تنطفئ، شعراء يسكنهم التحدي والإصرار على المواصلة والغناء مهما كان من أمر، شعراء حضروا ليتركوا بصمة في جدارن المدينة وحدائقها وشوارعها وجبالها وأوديتها ومع كل غيمة تهمي في كانون فتعيد طهارة الأرض وبكارتها من كل ما لحقها من سوء واستياء!! شعراء بدوا سعداء بحضورهم المكثف، عرفوا البداية وأتقنوا صناعتها، ومصرون على أن يكون أعلاما، وهم يستحقون أن يكونوا ما يريدون، يعرفون أن مشوارهم طويل، وهم لذلك مستعدون، يخبئون القصائد في كراريس أرواحهم وقلوبهم، يتنافسون بحبّ ويشتعلون بحب، ويكملون المشهد، فلولا قصائدهم ستكون الأسفار ناقصة، والألواح غير مرتلة! فهنيئا لكم أيها المبدعون القادمون من رحم الحرية، النابعون من شعاع الشمس، فلتفرح كل ليلى بشاعرها، لتظل هي الملهمة، أميرة وشهرزاد، وأنثى باقية، كروح لا تعرف الانهزام، فحق لها الدلال والغنج، فعليها أن تتيه اليوم كل امرأة أحبها من هؤلاء شاعر، وأرادها سيدة لبوح الروح والمعنى، فبغير المرأة فلن يكون للحياة طعم، فما بالكم بالقصائد، فهل سيعيش شعر دونها؟! يوم سيكتبُ في سفر المدينة الخالد، فشكرا لكل من أضاء حرفا في ظلام هذا الوطن الممتد عرضا وطولا، ففلسطين أرض الأرجوان تستحق من أبنائها الكثير، فبلد ننتمي إليه علينا أن نبذل في سبيله كل ما نملك. فراس حج محمد من مواليد مدينة نابلس في فلسطين عام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث. نشر العديد من المقالات والقصائد في مجالات النشر المختلفة الإلكترونية والصحف والمجلات. الكتب المطبوعة رسائل إلى شهرزاد، ومن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وتحت الطبع ديوان "مزاج غزة العاصف"- يوميات في حرب غزة 2014 إذا عُرِض عليك أمران، فخالف هواك فإن الهوى يقود إلى ما يُعاب النشاط الأدبي عضو رابطة أدباء بيت المقدس ورابطة أدباء الشام، وعضو تجمع رابطة شعراء بلا حدود الواتوية، التابعة للجمعية الدولية للمترجمين العرب والدوليين، وعضو اتحاد كتاب الإنترنت وعضو اتحاد المدونين العرب، نشرت العديد من القصائد والدراسات النقدية والأدبية والاجتماعية والسياسية في الجرائد والمجلات المحلية والعربية والإلكترونية، وفي المنتديات الأدبية على شبكة الإنترنت، الكتب المطبوعة: "رسائل إلى شهرزاد" و "من طقوس القهوة المرة"، صدرا في القاهرة عن دار غراب للطباعة والنشر عام 2013. و "أناشيد وقصائد" مجموعة شعرية للفتيان والفتيات وديوان أميرة الوجد الصادران عن الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله - فلسطين ومن الكتب المخطوطة: "أصبحت ليلى"، "إليك كتبت محتدا"، "إلى الشعراء" "آمال النصر – قرابين الحياة" "مزاج غزة العاصف"، وهي مجموعات شعرية، و"أفكار وآراء في اللغة والفكر والمجتمع"، ومجموعة المُعين في اللغة العربية للصفوف (10-12)، بالإضافة إلى بحث الماجستير "السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم من عام (1948-1993)، وكتاب "نصوص الحلم والاشتعال والرماد"، و "أمراء يا سيادة العشق" وكتاب "دوائر العطش" وملامح من السرد المعاصر.