اعتبر اللواء المتقاعد مجاهد عبد العزيز، ان التشويه والطعن في مقدسات الشعب الجزائري ورموزه الثورية عملا مشينا ولا يمت بصلة لقيم الجزائريين، وإستهجن المتحدث في محاضرة حول "الأزمة في مالي" بمخبر بحث "القانون، المجتمع والسلطة" بكلية الحقوق والعلوم السياسية لجامعة وهران 2، أمس، المتاجرة السياسية برموز الثورة الجزائرية، مؤكدا ان الحديث عن تاريخ الثورة ليس في متناول من هب ودب ولابد من ترك الأمر للمختصين والمؤرخين الذين يعرفون تاريخ الثورة والاسرة الثورية. وقال مجاهد "عيب كبير على شخصية سياسية مثل سعيد سعدي أن يدلي بمثل هذه التصريحات في مناطق متفرقة ببجاية، مستدلا في كلامه بمقولة لكل مقام مقال". وعن الجدل الذي يدور حاليا حول تداعيات إنهيار أسعار النفط وتأثيراته على العديد من الدول وعلى رأسها الجزائر كأكبر الإقتصاديات المتأثرة بذلك، أكد اللواء مجاهد أن سنة 2015 هي اكبر تحدي للمسؤول والمواطن على حد سواء، و"سيتم خلالها إبراز القدرات غير المستغلة والقيام بعمليات التقييم وحسن التصرف والتسيير، مع العلم بانه فيما سبق بنيت الجزائر سابقا وسعر البترول دولار ونصف، الا انه لم يكن هناك تبذير ولا إسراف، فلهذا الامر لابد من مراجعة الأمور". وأكد المتحدث انه "لا يوجد تنافس بين أمريكاوفرنسا فاليوم أصبح هناك توزيع الأدوار، ففرنسا الان هي مجرد "كانيش" لأمريكا، ليس بامكانها منافستها، ويدخل هذا من بين قواعد الامبريالية الغربية وهي عبارة عن كتلة موجودة فالكل اصبح لديه نفس المهام والإستراتيجية لبناء دولته". وتطرق في سياق آخر للمتغيرات الإقليمية التي تحيط بالجزائر، مؤكدا أن الجار المغربي كشف نواياه الاستفزازية للجزائر من أجل تغطية أزمته الداخلية التي يتخبط فيها، ويحاول افتعال صراعا وتوترا مع الجزائر، حتى تتحول أنظار الرأي العام المغربي باتجاه الجزائر. وأوضح اللواء أيضا أن نظام المخزن يعمل في المنطقة من أجل حماية مصالح أجنبية وتنفيذ إستراتيجية الاستعمار الجديد لفرنساوأمريكا، حيث تسعى أمريكا لحماية مصالحها وتحقيق مطامعها في إفريقيا. وأشار مجاهد إلى أنه لا يجب عزل مشكلة نظام المخزن عن كل هذا الصراع القائم في المعطيات الإقليمية الحالية من أجل المصالح. وقال اللواء المتقاعد خلال محاضرته إن فرنسا أكبر الدول المستفيدة من ضرب التنظيمات الإرهابية للمصالح الجيو-استراتيجية بجنوب الجزائر، لإعطاء شرعية لتدخلها العسكري بمالي ضمن خطوة ثانية بعد استعمالها المجال الجوي الجزائري، مشيرا الى قضية الصحراء الغربية التي تدخلت فيها المغرب، "تنفيذا لمخطط وضعه "أسياده" مثلما افتعلوا بؤر توتر في منطقة الوطن العربي على غرار لبنان، وأصبحت نزعته "استعمارية من خلال المطالبة بحدود غير حدوده والتعنت في معالجة قضية الصحراء الغربية وهذا ما يسمى اليوم الاستعمار الجديد، بعد أن كان النظام المغربي نفسه يعترف رفقة الجزائر وموريتانيا ويُطالب بتقرير المصير في الصحراء الغربي". وعن تدخل فرنسا في مالي اضاف اللواء مجاهد بانه بامكان الجزائر ان تعيد صياغة مواقفها وعلاقاتها مع الجوار والأوضاع الداخلية لهؤلاء البلدان، واكد بانه لابد على الجميع بما فيهم المسؤولين مراجعة انفسهم من الناحية الحاكمية والتي يراها ليست بصعبة وإنما ضرورية واساسها المواطن، وأساس هذه الدولة هي عدالة مضبوطة ودولة قوية لكي يكون هناك تمهيد للديمقراطية. وفي هذا الصدد اعتبر عبد العزيز مجاهد الدعوة الى التدخل الاجنبي في ليبيا عار في جبين الأنظمة العربية.