قسمت الأزمة القائمة داخل الآفلان ظهر اللجنة المركزية التي أصبحت رهينة خلافات وصراعات بين أعضائها حول شرعية القيادة الحالية التي يتزعمها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني. وتعتبر اللجنة المركزية وفقا لما تنص عليه المادة 35 من القانون الأساسي للحزب وتجتمع اللجنة المركزية حسب ما تنص عليه المادة 37 مرتين في السنة في دورتين عاديتين، ويمكن أن تجتمع في دورة استثنائية عن الاقتضاء بطلب من الأمين العام أوبطلب من ثلثي أعضائها. وبلغة الأرقام وحسب معطيات "الجزائر الجديدة"، انقسمت اللجنة المركزية إلى أربعة أجنحة. هيئة الأركان الموحدة، التي يتزعمها عبد الرحمان بلعياط، هي أبرز الأجنحة التي تحوز أغلبية أعضاء اللجنة المركزية، بناء على طلب رخصة لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية، مرفق بقائمة اسمية لأعضاء اللجنة المركزية الموقعين على هذا الطلب والتي تتجاوز ثلثي أعضائها المودع لدى مصالح زوخ. أما الجناح الثاني الذي يتزعمه عبد الكريم عبادة، فعدد المنضوين تحت لواءه قليل جدا مقارنة بجناح بلعياط، وجناح عمار سعداني الذي يدعي هو الآخر أنه يحوز الأغلبية الساحقة، بالنظر إلى دورة 24 جوان الفارط والتي أكد فيها مشاركة أغلبية أعضائها. والجناح الرابع ورغم أقليته إلا أنه قرر مغادرة الحزب والالتحاق بحزب بن فليس، بعد أن وجدوا فيه ما ضيّعوه في الحزب العتيد، وبهذه الطريقة يكون الحزب خسر إطارات. ورغم الأزمة التي ضربت اللجنة المركزية وبقية هياكل الحزب إلا أن سعداني وتشكيلته القيادية ترفض الاعتراف بالانقسام الخطير الذي طال اللجنة المركزية، وكان من المفروض أن تعقد دورتها العادية في شهر ديسمبر الفارط، وقال السعيد بوحجة، المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني في تصريحات سابقة، إن الانقسام الذي تعانيه اللجنة المركزية "مجرد تباين في المواقف، كما أن أغلبية أعضائها مع بقاء القيادة الحالية للأفالان بدليل دورة 24 جوان التي انعقدت بفندق الأوراسي". ومن جهته قال أحد أعضاء اللجنة المركزية، رفض الإفصاح عن إسمه في تصريح ل"الجزائر الجديدة"، إن اللجنة المركزية تُسيّر بأوامر فوقية، خاصة فيما يتعلق بقرارات التعيين والتزكية، واستدل مصدرنا بالصراع القائم حاليا، على بعد أربعة أشهر عن موعد المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني إلا أن مكتب لجنة تحضير المؤتمر لم ينصب بعد، وهذا دليل -حسب مصدرنا- على الصراع القائم. وقال قيادي بارز في المكتب السياسي في تصريح ل"الجزائر الجديدة"، إن التأخر المسجل في تنصيب مكتب اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر يعود إلى عدم تلقي الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الضوء الأخضر بالشروع في التحضير له، كما أن عمار سعداني رفض في الكثير من المرات ضبط تاريخ محدد لانعقاد المؤتمر العاشر.