فرضت أجهزة الأمن إجراءات أمن إضافية في محيط السفارة الفرنسية وسفارات دول غربية، بعد مسيرات حاشدة شهدتها الجزائر الجمعة للتنديد برسوم مسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، نشرت في أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية. وقال مصدر أمني "أمرت مديرية الأمن الوطني الجزائرية وقيادة الدرك الوطني في الجزائر، قوات الأمن بمضاعفة إجراءات الأمن حول الأجانب من جنسيات دول غربية في المدن الجزائرية، سواء من أجل السياحة أو العمل"، دون أن يحدد هذه الجنسيات. وأضاف المصدر أن وزارة الداخلية ومختلف مصالح الأمن تتخوف من تعرض رعايا دول غربية لعمليات إرهابية، بعد تعمد مجلة فرنسية نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد، وهذه المخاوف تتعلق بتبرير هجوم إرهابي ضد أجانب في الجزائر". قال مصدر أمني إن التفجير، الذي استهدف سفارة الجزائر في العاصمة الليبية طرابلس، يوم السبت، جاء ردا على اعتقال مسلحين ليبيين تابعين لفصائل سلفية جهادية مقربة من تنظيم "داعش" منذ أيام، وأضاف "إن التفجير لا علاقة له بالمفاوضات التي تتم بوساطة جزائرية لجمع الفرقاء في ليبيا، وتستثني الجماعات السلفية الجهادية المصنفة كجماعات إرهابية بالنسبة للدول المجاورة لليبيا". وبشيء من التفصيل قال أيضا: "بل يرتبط بالعمليات الأمنية الجزائرية في الجنوب على الحدود مع ليبيا والتي تستهدف خلايا سرية ترتبط بشكل مباشر بجماعات مسلحة في ليبيا". وشرح أكثر بالقول: "إن عددا من أعضاء تنظيمات تصفها الجزائر بالإرهابية تنشط في ليبيا تم اعتقالهم قبل أيام بالجنوبالجزائري، والهجوم على مقر السفارة الجزائرية في ليبيا كان متوقعا قبل أسابيع طبقا لتحذير أمني". وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية بليبيا في بيان نشر على مواقع جهادية السبت مسؤوليته عن استهداف السفارة الجزائرية بعبوة ناسفة دون أن يوضح سبب الاستهداف ولا حتى المبررات وراء العملية. وكانت وزارة الدفاع أعلنت، الأربعاء الماضي، توقيف خلية إرهابية من 12 شخصا كانت تحضر لعمليات بجنوب البلاد، بالتنسيق مع تنظيمات تنشط في الخارج. وقال بيان للوزارة "تمكنت فرق تابعة للقطاعات العملياتية لكل من غرداية والأغواط وعين أمناس –جنوب البلاد- بالتنسيق مع مصالح الأمن للناحية، خلال النصف الأول من جانفي، من تحييد نشاط خلية إرهابية متكونة من اثني عشر مجرما". وقال المصدر أن "هذه المجموعة كانت تنسق مع تنظيمات إرهابية تنشط على التراب الليبي لتنفيذ عمليات جنوب البلاد"، حيث تنتشر مواقع نفطية وشركات أجنبية.