أرسلت الجزائر عناصر عسكرية (عالية التدريب) إلى سفارتها بتونس، في إطار الإجراءات التي تمّ اتّخاذها لحماية تمثلياتها الدبلوماسية في عدد من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، من بينها تونس ومصر وفرنسا، عقب تلقّي مصالح الأمن معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط جماعات إرهابية محسوبة على تنظيم (داعش) للقيام باعتداءات إرهابية على سفارات الجزائر في عدد من الدول. كشفت وكالة (إرم) الإخبارية أمس نقلا عن مصدر جزائري وصفته ب (الموثوق) أن معلومات تحصّلت عليها مصالح الأمن تفيد بتخطيط جماعات إرهابية محسوبة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، للقيام باعتداءات إرهابية على سفارات الجزائر في عدد من الدول مماثلة للاعتداء الإرهابي على قنصليتها بطرابلس مؤخّرا، والتي تبنّاها (داعش) في ليبيا. وقال المصدر إنه بعد اعتقال الإرهابي الليبي أبو هاجر في ولاية إيليزي، جنوب شرق الجزائر، على مستوى المثلّث الحدودي بين الجزائر، تونس وليبيا، تتوقّع الجزائر تنفيذ اعتداء ضد مقرّ سفارتها في طرابلس، ويضيف أن السلطات الأمنية الجزائرية بادرت إلى إرسال عسكريين من أصحاب الخبرة والكفاءة إلى سفاراتها بتونس ودول أخرى لتعزيز الحراسة ومواجهة تهديدات إرهابية انتقامية مرتقبة. وأشار ذات المصدر إلى أن تقارير أمنية تتوقّع عمليات إرهابية على حدود الجزائر، مبيّنا أنه تقرر في إطار مواجهة التهديدات الإرهابية تحصين المواقع العسكرية المتقدّمة على الحدود ونشر قوات إضافية. من جانب آخر، وضعت السلطات الأمنية بمصر خطّة أمنية جديدة لحماية مباني السفارات الأجنبية، منها سفارة الجزائر بالقاهرة، تحسّبا لأيّ طارئ أو استهداف إرهابي، وكانت هذه الخطّة محلّ زيارة تفقّد للواء خالد يوسف مساعد وزير داخلية مصر. وبلغ عدد السفارات الأجنبية التي أولتها مصر حماية أمنية خاصة -حسب ما نقلته وسائل إعلام محلّية- 6 سفارات، وهي الجزائر، الولايات المتّحدة الأمريكية، إسبانيا، كندا وألمانيا. وجاءت زيارة اللواء خالد يوسف لهذه السفارات للتأكّد من نجاعة مراقبة سفارات هذه الدول على خلفية تهديدات إرهابية، وتحرص مصر على إيلاء عناية خاصّة لسفارة الجزائر في أعقاب التفجير الإرهابي الذي استهدف سفارة الجزائر في العاصمة الليبية طرابلس بداية الأسبوع الجاري، وهو الهجوم الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق المعروف باسم (داعش) الذي يتحصّن أتباعه بالأراضي الليبية المجاورة للجمهورية المصرية. يذكر أن السفارة الجزائرية في طرابلس تعرّضت قبل أيّام لتفجير إرهابي خلّف 5 جرحى أرجعته مصادر مطّلعة إلى قيام الجيش الجزائري بتوقيف ليبيين قبل أيّام في الحدود الجنوبية للبلاد مع ليبيا وبحوزتهما أسلحة حربية كانا بصدد تهريبها إلى داخل الأراضي الجزائرية، وتأتي العملية انتقاما بعد رفض الجزائر إطلاق سراحهما والتفاوض بشأنهما أصلا مع المليشيات الليبية. وإثر هذه العملية شنّت عدّة صفحات تابعة لتنظيم (داعش) الإرهابي الذي فشل في إيجاد موطئ قدم له في الجزائر بفضل حنكة الجيش الشعبي وقوات الأمن هجوما عنيفا على الجزائر، حكومة وشعبا. وتمكّنت مصالح الأمن بفضل تحرّياتها الأمنية من رصد مخطّط يستهدف بعض الممثّليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج، وهو ما دفعها إلى اتّخاذ تدابير وإجراءات حماية تمسّ بشكل خاص تشديد الرقابة على سفارات الجزائر في كلّ من النيجر، مالي، تونس، مصر وسوريا، وهي الدول التي يتواجد بها ما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية، سواء ككتائب قتالية أو خلايا نائمة وذئاب منفردة.