عبر العديد من سكان البنايات الهشة ببلدية حسين داي، على غرار البناية رقم 20 المتواجدة بحي بوجمعة مغني عن عميق استيائهم وتخوفهم الشديد من الحالة الكارثية التي آلت إليها سكناتهم، حيث أصبحت هذه الأخيرة تعرف درجة قصوى من الإهتراء والهشاشة، نظرا للتآكل الذي طال السلم الداخلي، والذي توحي حالته لكل من يريد أن يستقله أنه سيسقط أرضا في أية لحظة، كما أن معظم الجدران الخارجية غزتها التشققات، ليصبح بذلك شبح الموت بحياتهم بين الفينة والأخرى، وفي ذات السياق أضاف السكان أن آخر عملية ترميم التي شهدتها البناية آخر مرة تعود إلى أربع سنوات مضت.كما أشار قاطنو البنايات المجاورة لها، للجزائر الجديدة، أن هذه البناية التي تقع في بداية شارع بوجمعة مغني، الذي يشهد حركة دؤوبة من لمواطنين، باتت تهدد سلامتهم، سواء منهم المواطنين المتنقلين على مستواه أو المتجهين إلى مستشفى بارتي، وفي سياق ذي صلة بالحالة المأساوية التي تشهدها البناية، أرجع هؤلاء السبب الرئيسي للانهيار بالإضافة إلى مختلف الكوارث الطبيعية التي ضربت بالبلاد، إلى الاضطرابات المناخية التي شهدها فصل الشتاء والتي أدت في مجملها إلى تضرر أساسات تلك السكنات، على الرغم من محاولاتهم اليائسة والمتكررة لترميمها، إلا أن ذلك لم يصمد وقتا طويلا لتعود الوضعية إلى سابق عهدها.أما عن سكان البناية المجاورة للبناية رقم 20، فلقد طالبوا من السلطات المحلية ضرورة الوفاء بالعهود التي قدمتها لهم سابقا، القاضية بترحيلهم بعدما تعقدت ظروف معيشتهم اليومية بشكل كبير، فعلاوة على هشاشة سكناتهم، على غرار تلف سقف البناية المشكل من القرميد والتي يكاد المرء أن يرى من خلالها السماء، يشتكي هؤلاء من الانسداد المتكرر لقنوات الصرف الصحي، حيث أدى ذلك إلى تسرب المياه القذرة إلى أرضية السكنات، وهو الأمر الذي أحبط كل محاولاتهم لترميم البنايات، حيث تحولت هذه الأخيرة، ناهيك عن الممرات إلى برك من المياه القذرة، باتت تدق ناقوس الخطر وتهدد بوقوع كارثة صحية وبيئية.وعليه أصبحت هذه السكنات تشكل خطرا محدقا على حياتهم، فحسب تأكيدات القاطنين، لن تصمد تحت أضعف هزة ارتدادية يمكن أن تعرفها البلاد.وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المواطنين، تم إعلامهم من قبل مصالح البلدية أنه سيتم ترحيلهم، خاصة منهم القاطنين على مستوى الشارع الرئيسي طرابلس، وذلك في إطار إتمام مشروع إنجاز خط ترامواي، لكن دون تحديد الوجهة ولا حتى تاريخ الترحيل، الأمر الذي دفع بهؤلاء إلى المطالبة بتوضيحات حول مصيرهم الذي لا يزال غامض بالنسبة لهم، مع ضرورة إشعارهم مسبقا بأي قرارات سيتم اتخاذها، حتى يتولوا من جهتهم التدابير اللازمة، حيث أشار هؤلاء إلى الفوضى والمشاكل التي أعاقت العديد من العائلات المرحلة القاطنة بجوار مسجد البلدية.