جندت المديرية العامة للأمن الوطني وحدتها المتخصصة في الطب النفساني العيادي، والمشكلة من 282 طبيب نفساني وخبير، موزعين عبر مصالحها المنتشرة في التراب الوطني، للتكفل أساسا بمختلف المهام منها، الإصغاء والدعم البسيكولوجي النوعي لأفراد الشرطة المكلفين بمهام حفظ النظام، مرافقة حالات أعوان الشرطة، ضحايا الحوادث المهنية بتعداد3840 حالة، لتمكينهم من العودة إلى مناصب عملهم وممارسة حياتهم الاجتماعية بصفة عادية، وجاء هذا ربما موازاة مع ارتفاع حالات الإنتحار وسط صفوف الشرطة حسب ما تمّ تسجيله مؤخرا. في ظل تكفل دائم، مرافقة ذوي الحقوق وأسر أفراد ومتقاعدي الشرطة في الحالات الاجتماعية الخاصة، واجتياز مختلف الامتحانات الوطنية، الاستقبال والإصغاء كإجراء وقائي لكل عنصر شرطة قد يلاحظ عليه من رؤسائه السلميين تغير في سلوكه العادي، في غالب الأحيان ما يكون لأسباب ترتبط بالبيئة الاجتماعية، حيث تمكنت هذه الوحدة، في الفترة الممتدة بين سنة 2012 والثلاثي الأول من سنة 2015، من تقييم الحالة النفسية ل 77499 عنصر شرطة بمختلف رتبهم، حيث استفاد 2004 منهم، من إجراءات تغيير منصب العمل أوتقريب وتحويل إلى ولايات إقامتهم، لتوفير لهم الجو الملائم للعمل. كما قامت وحدة الطب النفساني للمديرية العامة للأمن الوطني، تسخير كل أخصائييها في مجابهة مختلف آثار الأزمات والكوارث الطبيعية التي يعرفها الوطن، لتقف إلى جانب المواطنين في مختلف المحن، وفي رصيد الوحدة أهم النشاطات الجوارية منها، فيضانات باب الوادي بالجزائر العاصمة عام 2001، حيث تمت متابعة حالات 478 عائلة متابعة مقربة لكل أفرادها، بما فيهم الأطفال بتخصيص جلسات الإصغاء والدعم النفساني، للتقليل من أثر الصدمة عليهم، الزلزال الذي ضرب ولاية بومرداسوالولايات المجاورة لها عام 2003، تم الإصغاء ومدّ يد المساعدة ل 315 عائلة ممن تضرر أفرادها أوفقدوا ذويهم في الكارثة، أحداث غرداية، تنقلت خلالها وحدة مشكلة من عشرة أخصائيين نفسانيين، تابعت ورافقت فرق الشرطة العاملة في غرداية، واعتنت أيضا بمواطنين، حيث سجلت 1076 جلسة إصغاء ومساعدة لفائدة فئة البالغين، و441 جلسة إصغاء ومساعدة لفائدة فئة الأطفال صغار السن، و3120 جلسة إصغاء ومساعدة لفائدة فئة المتمدرسين. هذا وشاركت وحدة الطب النفساني للأمن الوطني في العمل االتحسيسي والتوعوي، بتنظيم خرجات ميدانية على متن مركبات مهيأة لذات الغرض، تم على متنها استقبال الشباب في مختلف الولايات خلال الأيام الإعلامية والحملات التحسيسية التي تقوم بها المديرية العامة للأمن الوطني، حيث تم تسجيل خلال حصيلة النشاطات السنوية لعام 2014 ما يقارب 1200 جلسة استماع، تم خلالها الإصغاء للشباب، وتوجيههم في إطار تقديم المساعدة البسيكولوجية وإقناعهم على الإقلاع عن آفة المخدرات والعلاج من إدمانها.