يُعتبر الوصول إلى سن اليأس مرحلة حساسة تعيشها النساء مع تقدّمهن في العمر، وعلى أثره تحدث الكثير من المشاكل والتغييرات الجسدية والصحية، بسبب توقّف الدورة الشهرية وانتهاء فترة الإنجاب وتراجُع هرمونات الخصوبة، ويُعدّ سن اليأس الذي يأتي في الفترة من 45 إلى 55 سنة علامة فارقة في صحة المرأة، باعتباره يُمثّل تحوّلاً نحو أعراض الشيخوخة والصداع وتقلّب المزاج وآلام المفاصل وضعف الإبصار، ويطلق عليه النساء سن تغيير الحياة، لأنه يجعل جسم المرأة ينتج ببطء هرمونات الإستروجين والبروجستيرون. يقول د.عمرو الفقي استشاري أمراض النساء والولادة: إن سن اليأس علامة واضحة على دخول المرأة في حياة ومرحلة مُستقبلية جديدة من عمرها، مثل سن البلوغ تماماً ولكن تكون كافة الأمور بالعكس، وتابع: انقطاع الطمث يعود إلى تغيير في هرمونات الإستروجين والبروجستيرون، والتي تتحكّم في الحيض والإباضة، ويحدث انقطاع الطمث عندما تتوقّف المبايض عن تكوين البويضات التي تلي الدورة الشهرية وتكون جاهزة للتخصيب، ويشير إلى أن انقطاع الطمث الطبيعي يحدث تدريجياً، حيث تشعر المرأة بأعراض سن اليأس مثل: الهبات الساخنة وظهور التجاعيد وترهّل الجلد، نظراً لأن فقدان هرمون الإستروجين يؤثّر على عمر المرأة. وعن انقطاع الطمث المبكر، يؤكد أن مثل هذه الحالات تكون مُرتبطة بالوراثة، أو في حال وجود اضطرابات المناعة، بالإضافة إلى وجود مشاكل جراحية تحدث عندما تتم إزالة المبيض لأسباب طبية، مثل وجود سرطان عنق الرحم أو سرطان بطانة الرحم، وبالتالي يتوقّف الطمث نتيجة تناول العلاج الكيميائي. وعن أعراض سن اليأس، توضح د. منيرة فؤاد استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، أن أبرز أعراض سن اليأس وتوقّف الدورة الشهرية، وجود شعور مُفاجئ لدى المرأة بالدفء على الجزء العلوي من الجسم، وغالباً مع احمرار في منطقة الصدر، والتعرّق الشديد في الأيام التي تلي انقطاع الطمث، بالإضافة إلى شعور المرأة بالأرق وتقلّب المزاج وتزايُد ضربات القلب، والصداع المستمر وأوجاع في المفاصل والعضلات، وتُشدّد على أهمية زيارة الطبيب المختص لتجاوز مشاكل هذه المرحلة بهدوء، وتؤكد أن مشاكل انقطاع الطمث ترتبط بفقدان هرمون الإستروجين، وتكون المرأة عُرضة لهشاشة العظام وأمراض القلب وضعف مرونة الجلد وزيادة التجاعيد وضعف في الرؤية. وبدوره، ينصح د. خالد الكومي استشاري الطب النفسي، النساء اللاتي يبلغن سن اليأس بالانفتاح على الحياة والحفاظ على دورات مُنتظمة من الطاقة لتجديد الدماء والدورة الدموية، لاسيما وأن سن اليأس يصاحبه الكثير من التعب والإرهاق البدني والنفسي وتقلّب المزاج، حيث تشعر المرأة بأنها لم تعُد أنثى وتعيش لحظات مُحرجة في حياتها، ويشير إلى أن المرأة عليها أن تكون واثقة بقُدراتها الجسدية مع زوجها، خاصةً وأن كثيراً من النساء بعد سن اليأس يشعرن بضعف الرغبة الجنسية مع أزواجهن، ولذلك عليها أن تخلق بنفسها حالة من التوهّج الداخلي، وتتجاهَل تماماً التغيّرات الجسدية التي طرأت عليها مثل ترهّل الجلد والشيخوخة، ويؤكد أن التغيّرات الجسدية حقيقة لا مفر منها، وهي الثمن الذي تدفعه البشرية مع تقدّم العمر، وعلى المرأة ألا تترك نفسها فريسة لانقطاع الطمث. وفي سياق مُتصل، يقول د. معتز خليل استشاري الطب النفسي: إن فترة سن اليأس وانقطاع الطمث تؤدي إلى مشاكل في النوم والشعور بالتعب والإرهاق وهشاشة العظام، وبالتالي على المرأة أن تعوّض هذه المشاكل باتباع نظام غذائي صحي لضخ الجسم بالكثير من الأملاح والمعادن والبروتينات والفيتامينات .