سن اليأس هو مرحلة انقطاع الدورة الشهرية عن المرأة لفترة تزيد عن 6 أشهر، وهي ظاهرة طبيعية تحدث لدى كل النساء عندما تصل المرأة عمر 45 - 55 سنة، وتعد مرحلة انتقال من سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب والسبب غالبا ما يكون انتهاء عدد البويضات الموجودة في المبيض وبالتالي توقف المبيض عن إنتاج هرمون الاستروجين ويصاحب هذه المرحلة الكثير من الأعراض التي تختلف شدتها بين امرأة لأخرى. عندما تصل المرأة إلى سن اليأس يحدث لها عدم انتظام في الدورة الشهرية في السنة التي تسبق سن اليأس، حيث تحدث الدورة الشهرية على فترات متقاربة ثم تبدأ بالتباعد كل شهرين أو أكثر، ولكن أحيانا تصل المرأة إلى سن اليأس بصورة فجائية، حيث تنقطع الدورة الشهرية فجأة بعد أشهر أو سنوات من الدورات المنتظمة. مما يجعل المرأة في صراع مع نفسها لعدم تقبلها لجملة التغيرات التي تطرأ عليها، وما تجهله المرأة هو أنه قد يحدث أن تدخل سن اليأس لعدة أسباب أخرى، كفشل المبيضين الناجم عن استئصال جراحي للمبيضين لسبب ما مثل وجود أورام سرطانية أو عجز المبيض المبكر، ويحدث عندما تكون المرأة في عمر أقل من 45 سنة، ويصبح المبيض غير قادر على إنتاج هرمون الاستروجين على الرغم من وجود عدد طبيعي للبويضات في المبيض، وغالبا ما يكون السبب مشاكل في جهاز المناعة، حيث يكوّن الجسم أجساما مضادة تهاجم المبيض وتقلل من وظيفته الطبيعية. سن اليأس يدخل المرأة في مشاكل صحية ترفض العديد من النسوة فكرة اقترابهن من سن اليأس بسبب ارتباط هذه المرحلة بسن الشيخوخة، والذي يعني أن المرأة لم تعد تثير اهتمام الرجل لأنها تفقد الرغبة الجنسية وتبدأ في التفكير في حالتها النفسية المضطربة التي تعيشها، كالشعور بنوبات حرارة في الوجه والرأس والتعرق، حيث تختلف الأعراض من سيدة إلى أخرى، فقد تستمر عندهن هذه الأعراض لمدة 10 سنوات، إلى جانب عدم القدرة على النوم والكآبة والقلق وتغير في المزاج. وفي هذا المقام استوقفتنا السيدة سعيدة(55 سنة) التي دخلت سن اليأس دون أن تكون لديها أدنى فكرة عن جملة الأعراض التي تنتظرها، حيث تقول "كاد سن اليأس أن ينهي علاقتي بزوجي بسبب تغير مزاجي، وعدم رغبتي في الجماع، الشيء الذي أقلق زوجي ودفعه إلى إثارة المتاعب معي، وبعد أن زرت الطبيب تبين لي أن الكشف الطبي ضروري من أجل القدرة على التعايش مع الحالة" ومن جهة أخرى تحدثنا السيدة سعاد(60 سنة) قائلة "حقيقة سن اليأس يدخل المرأة عالم الشيخوخة مبكرا، بحيث يقع على عاتقها مهمة احترام سنها وعدم القيام ببعض الأنشطة التي تثير استهزاء الناس بها، لذا قررت أن أعيش حياتي بصورة مختلفة، فمن جهة أخضع للفحص الطبي حتى لا تنتابني نوبات الغضب والحر من جراء الحالة، ومن جهة أعتبر سن اليأس انطلاقة جديدة لحياة خالية من المسؤوليات، فعلى الأقل أستطيع فعل ما أشاء. الفحص الطبي ضروري تزيد نسبة إصابة المرأة بأمراض القلب والشرايين عندما تصل سن اليأس، وذلك لأن هرمون الاستروجين يدخل في التمثيل الغذائي للدهون، ويسهم في حماية المرأة من تصلب الشرايين وأمراض القلب، إلى جانب هشاشة العظام، لذا ينصح الباحثون المرأة بتناول أقراص تحتوي على المعادن والفيتامينات للتقليل من الحرارة والتعرق الذي تشعر به كثير من النساء في سن اليأس، وتحتاج المرأة في هذا السن إلى أقراص غنية بالكالسيوم وفيتامين D تقلل من نسبة التعرض لكسور الحوض بمقدار 22 ، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب، لأن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانخفاض مستوى الكولسترول في الدم، حيث وجد أن النساء الأكثر حيوية واللاتي يمارسن الرياضة بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس، حيث تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم، إضافة إلى تقليل العرق والحرارة الذي تشعر بها النساء في سن اليأس، وأبسط أنواع الرياضة والتي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي، حيث وجد أن المشي لمدة ساعة كل أسبوع يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب، وهو الأمر الذي تجهله العديد من السيدات كونهن لا يزرن الطبيب.