أغلقت سلطات مدينة البندقية (فينيسيا) الإيطالية قبل صلاة الجمعة، منشأة فنية مثيرة للجدل تحولت خلالها كنيسة مهجورة الى مسجد. واجتذب "المسجد" الذي تم تطويره على أيدي الفنان السويسري المقيم فى ايسلندا كريستوف بوشيل مئات الزوار منذ افتتاحه في الثامن من ماي الجاري . وأغلقت بلدية البندقية المسجد أمام الجمهور، بعد أن فشل المنظمون في الالتزام بالبنود المتفق عليها مع السلطات وهي تحديدا عدم استخدام المكان للعبادة الدينية وعدم فرض أي قيود إسلامية على ملابس الزوار. وتصاميم المعرض أقيمت داخل كنيسة سانتا ماريا ديلا ميسريكورديا السابقة ومثلت إيسلندا في بينالي البندقية السادس والخمسين. وقالت البلدية إن أمام المنظمين 60 يوما للتقدم بطعن ضد القرار لكن لم يتضح إذا ما كان هذا سيحدث. ودافع بيورج ستيفانسدوتير مدير مركز الفنون الايسلندي عن المسجد وكتب يقول أنه رغم إغلاقه نجح في إثارة الجدل بشأن "الفصل المؤسسي والتحيزات في المجتمع". واحتدم الجدل بشأن تحويل كنيسة إلى مسجد في ظل حملة انتخابات بلدية المدينة المقرر إجراؤها يوم 31 ماي الجاري. وينتقد المرشحون من الجناح اليميني عمل بويتشل كما استتكرته الكنيسة الكاثوليكية المحلية باعتباره استفزازا. والبندقية التي كانت ذات يوم جمهورية مستقلة ذات نفوذ يوجد بها جالية مسلمة كبيرة تشكومن الافتقار إلى مسجد في وسط المدينة التاريخي. وقال محمد أمين الأهدب زعيم الجالية المسلمة في البندقية لصحيفة كوريرا ديل فينيتوالمحلية "أردنا استغلال هذه المناسبة لفتح المناقشة ونريد أن نسير على الدرب". وأضاف الأهدب الذي شارك في مشروع بويتشل "لكن من الواضح أن لا أحد يهتم. سنعود إلى مراكزنا وسنبقى داخل مساجدنا في الضواحي، لكن هذا سيضر بصورة البندقية والحوار (الديني)". وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها المشروعات المتصلة بالإسلام جدلا في البندقية ، فقد اعترض العام الماضي سياسيون محليون على الفور على مقترحات للحكومة على إنشاء متحف للإسلام على جراند كانال (الممر المائي الرئيسي في المدينة) ولم يتم متابعة القضية.