قررت بلدية مدينة البندقية الإيطالية إغلاق مسجد تم إنشاؤه داخل كنيسة سابقة في إطار عمل فني صممه فنان أيسلندي سويسري يشارك في معرض دولي تستضيفه المدينة، وفق ما ذكر موقع راديو كندا. ونسبت البلدية قرار إغلاق المسجد إلى أسباب أمنية مشيرة أيضا إلى أن المسجد أنشئ بصورة مخالفة للإجراءات التخطيطية. وتعرض قرار إغلاق المسجد لانتقادات عديدة اعتبرته مساسا بالحرية الفنية خاصة وأن مجلس مدينة البندقية قد أصدر ترخيصا بإقامة الجناح الفني. إلا أن متحدثا باسم المدينة ذكر أن المجلس لم يمنح إذنا بإنشاء مكان عبادة، وإنه كان الواضح أن معرض المسجد هو مكان عبادة. وكان مسؤولو المدينة قد علقوا الأسبوع الماضي لافتة داخل مسجد الكنيسة تحذر الزوار من أنه (ليس مكان صلاة) وأن (الزوار ليسوا مضطرين لخلع أحذيتهم) في تناقض صارخ مع اللافتات الموضوعة ضمن المعرض والتي تقول إن عليهم خلعها. وصرح رئيس الجالية المسلمة في البندقية، محمد أمين الأهدب، لموقع (ديلي بيست) عن اندهاشه للسماح بفتح المسجد أصلا، لكن إغلاقه بلا شك سيتسبب في مزيد من التوترات في المدينة، فلطالما كانت منطقة شمال إيطاليا المحيطة بالبندقية بؤرة خصبة للتوترات الدينية التي تقودها رابطة الشمال المعادية للأجانب. وأكد الأهدب أن البندقية تضم جالية مسلمة هامة ومن بلدان مختلفة ولا يتاح لهم أي مسجد في المدينة للصلاة فيه، وكان هذا المسجد، الذي أغلق، يعد الأول من نوعه في تاريخ البندقية رغم الصلات الوثيقة التي كانت تربطها على مدى قرون بالعالم الإسلامي.