أمتعت فرقة "الفردة البشارية" الجمهور العاصمي، سهرة أول أمس، بقاعة الموقار، ضمن أول حفل رمضاني من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام. وسط حضور مقبول ضم عائلات في الأغلب، انطلقت الرحلة الرمضانية مع أشهر القصائد التي تعنى بالمديح وقصائد حب الرسول الأكرم، منظومات لقدور العالمي، تمايل على إيقاعاتها ونغماتها ،وتمازج مع مفرداتها وعباراتها، الحضور الذي قدم ليستعيد نشاطه، استعدادا لليوم الموالي، فرمضان لا يزال في بدايته ، وسهرات من هذا النوع التي تحترم الذوق وتتناسب مع قدسية الشهر تزيد من روحانية المناسبة السنوية العطرة . فرقة "الفردة" القادمة من جنوب غرب الجزائر وتحديدا من القنادسة بولاية بشار، تعنى بالغناء الروحاني الصوفي ، الذي يتلاءم والمنطقة في حد ذاتها والتي تسحر من يلجأ إليها بسكونها وسحر منظرها، استمدت اسمها " الفردة" من معنى "اللمة" التي تعني التجمع ، والفردة نوع من الإيقاعات الأساسية التي تتبع كل مقطع من القصيدة، ويتبع الميزان أحد العازفين برجله أي بنعله"فردة" يضرب بها على آلة إيقاعية من خشب، ومكانه يكون غالبا وسط المجموعة. كادت الفردة أن تختفي، وهي التي غابت لمدة طويلة دامت أكثر من خمسة عشرة سنة، امتدت من منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى بداية تسعينياته. التقى روادها سنة 1991 وترك كل أعضائها لمدة قصيرة. في البداية قاد الفرقة حب الإطلاع، ثم التحدي وتدريجيا تكونت التشكيلة الجديدة ، فانضم إليها قدماء الفنانين من أمثال المعلم الحاج محمد مجادي المدعو بن الدرويش، الذي كان يعرف كيف ينقل معارفه، ثم اشتد ساعد الفردة في الأعراس والحفلات المحلية، وكانت تبحث على القصائد القديمة وتصحيحها، وفي سنة 1997 أسرع الفريق إلى تأسيس جمعية الموسيقى والغناء التقليديين ، ومن أهدافها إعادة بعث الفردة وتأسيس مدرسة للموسيقى تختص في الفردة.