"الفردة".. فرقة تغرف من التراث الصحراوي طيلة ثلاثة قرون فرقة "الفردة"القنادسة من بشار أستطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الفنية بقوة،حيث تمتد جذورها في التراث الغنائي الصحراوي إلى ثلاثة قرون إذ تقدم صورة حية عن البيئة الصحراوية بشتى الألوان الموسيقية،متميزة بأدائها وبالمسحة الصوفية التي تغلف مضمون إيقاعاتها. شاءت الصدفة أن نلتقيها فى مدينة الجسور(قسنطينة)أيام قبل انعقاد مهرجان قناوى الذي تحتضنه مدينة بشار هذه الأيام،فكانت لنا هذه الوقفة مع قائد الفرقة الفنان العربي بسطام الذي يلازمها منذ إعادة بعثها سنة 1991،حيث كان ضيف شرف في حصة سهرات المدينة التي حملت أطباق من الفن الصحراوي الأصيل. السيد العربي بسطام الذي يقود جوق الفردة أكد في دردشته مع النصر أن فرقته تتميز بإيقاع فريد من نوعه ،وقال إن لدينا طريقة خاصة في التعامل مع القصائد التي نعثر عليها كقصائد الشيخ محمد المجابي المدعو الدرويش لنقوم بالتلحين على آلة الفردة ونؤديها على أنغام(القباحي)وهو طبع فريد من نوعه،حيث نقوم بوضع كل الآلات الموسيقية جانبا عند نهاية المقطع لنترك المجال للفردة التي تحل محل هذا الإيقاع وبالتالي نقدم من خلالها لوحات غنائية بطبوع متنوعة ومختلفة. وعن أصل الفردة ومعناها الحقيقى يقول السيد العربي بسطام كانت تسمي في القديم(العامة)لأنها تعم كل الناس الغني والفقير الأمي والمثقف الكبير والصغير،وأنا يضيف السيد العربي عندما فتحت عيني وجدت العامة موجودة بحيث تعتبر فضاء لكل من يحفظ القصائد للإحتفاء به أي بإفساح المجال له لتقديم القصائد على إيقاعات غنائية ويرجع أصل تسمية الفردة إلى نوع الآلة التي نختم بإيقاعها حفلنا،ويضيف أن الفردة أعطيت لها ثلاث تفسيرات الأولى يقال لها (التقصيرة)التي تقام فى حفل زواج حيث يقول الناس اليوم عندنا تقصيرة عند فلان،حيث توضع على"بليغة"لجمع ماتيسر من مال لمساعدة العريس. أما التسمية الثانية يضيف السيد العربي فهي لون غنائي فريد. أما التسمية الثالثة فيقال كان هناك في القنادسة يجلس الناس للعشاء حيث يلتفون حول قصعة الكسكسي ولم يكن وقتها موجود مكبرات الصوت فيقومون بقلب القصعات فتوضع فوقها الهيدورة ويقوم المغني بالنقر بيده فتحدث صوتا رخيما. فرقة الفردة اليوم تعد من الفرق ذات الصيت الذائع يقول السيد العربي بسطام لأنها تحمل إرثا ثقافيا وفنيا يخص منطقة القنادسة وبشار وقد سعينا لأن تحافظ هذه الفرقة على التراث الصحراوي حيث توجهنا إلى الغناء القديم فنهلنا من قصائد الشيوخ مثل التي بقي لها صدي على مر العصور مثل(كيف نواسي)(غابوتاج لملاح)(يا العالم مافي الصميم).الخ وعن البعد الذي تتميز به فرقة الفردة،قال أنها تميل للبعد التضامني أو ما يسمي(التويزة)بالعامية وهو عمل فيه الخير الذي حرص أسلافنا على إشاعته في قصائدهم الغنائية.