أكدت "مجموعة أكسفورد بيزنس"، المتخصصة في رصد التحولات الاقتصادية في العالم، أن الجزائر تسعى إلى بعث تنمية اقتصادية داخلية في السنوات العشر القادمة. قال المركز البريطاني، في دراسة له، إن استثمارات كبيرة تقوم بها الجزائر في قطاع النقل بالسكك الحديدية على أساس انها أحد أكبر روافد "الإقلاع الاقتصادي". واستند إلى أرقام الاستثمارات التي وجهتها الحكومة لقطاع السكك الحديدية، وقال إن المبلغ المرصود لهذا القطاع في البرنامج الخماسي 2010-2014 كبير جدا، وإن القطاع استفاد من غلاف مالي قدره 230.8 مليار أورو، وأن البلاد تسعى إلى "التخلّص" من تبعيتها لقطاع النفط واعتمادها على مداخيله لتمويل برامجها الاقتصادية، ومن خلال توسيع وتحديث شبكة النقل عبر السكك الحديدية لإقحامها في عملية التنمية، وتسهيل نقل السلع في البلاد. وتشير الدراسة الإنجليزية إلى تخصيص 30.6 مليار أورولمجالات محددة في القطاع، وإنجاز خطوط سكك في أرجاء البلاد وصل مداها إلى 6500 كلم زيادة على تحسين وتحديث 500 كلم أخرى. وتسعى الحكومة إلى ربط المراكز الصناعية الكبرى في البلاد بخطوط سكك حديدية حديثة ومتطورة، ومطابقتها مع المواصفات العالمية. ودخلت شبكة النقل الحضري دائرة اهتمام مجموعة "أكسفورد بيزنس"، التي ذكرت أن الحكومة الجزائرية أدرجت هذا المجال في استراتيجيتها الرامية إلى بعث الاقتصاد الوطني، وذكّرت بدخول مشروع الميتروحيز الخدمة مع نهاية العام الجاري. وينتظر أن يدخل الترامواي مجال الخدمة صميم إحداث تنمية اقتصادية في البلاد، ويرتقب أن يدخل مشروع الميتروالخدمة نهاية العام 2010، ودخول مشروع الترامواي الخدمة في 14 مدينة ساحلية وداخلية في البلاد. وتناول التقرير سلسلة العقود التي وقّعتها الحكومة مع شركات إنجاز كبرى لتنفيذ برنامجها في قطاع السكك الحديدية، منها عقد مع عملاق الإسباني "فامنتو"، وشركة حداد الجزائرية للأشغال العمومية، لإنجاز خط سكك حديدية يمتد على مسافة 185 كلم يربط بين الجزائر وغليزان في الغرب وبين تيارت وتيسمسيلت في الشمال الغربي، وقدرت قيمة هذا المشروع بمليار أورو، وتصل سرعة القطار القصوى على هذا المسار إلى 160 كلم، ما يعني أن الحكومة تراهن أيضا على جاهزية الخطوط لتأمين سرعة معتدلة تمكن من النقل السريع للبضائع والأشخاص. وحصلت شركات كبرى أخرى في الأشهر الأخيرة، منها شركة " داسو" الكندية، على مشاريع كبرى، وحظيت الشركة الكندية المذكورة بمشروع قيمته 30.6 مليون أورولكهربة خط السكك الحديدية بين قسنطينةوالجزائر، وهومشروع كبير لكهربة 170 كلم من هذا الخط يخص نقل المسافرين ونقل السلع أيضا. ويمثل المشروع الذي تنفذه الشركة الكندية " داسو" جزءا من مشروع كبير تبلغ قيمته المالية 1.8 مليار أورو، ستنفذه شركة صينية وأخرى تركية. ويخلص تقرير مجموعة أكسفورد بيزنس إلى أن الجزائر تسعى أيضا إلى " طمأنة " المستثمرين الأجانب حيال استثماراتهم، وتحدث صندوق النقد الدولي نهاية أفريل الماضي عن نمواقتصادي جزائري ب3.9 بالمائة في 2011، وقد ترتفع النسبة حسب الصندوق الدولي إلى 4.6 بالمائة للسنة نفسها.