أرجعت مصادر دبلوماسية أسباب التوتر الأخيرة بين العلاقات الجزائرية الليبية إلى تباين وجهات نظر البلدين حول ملفات أساسية، ومنها ملف الطوارق، حيث تسعى ليبيا لتأمين حصولهم على دولة مستقلة، وهي دولة ترى السلطات الجزائرية بأنها ستكون على حسابها وستقتص مساحات واسعة منها. أما الملف الثاني فيتصل بالموقف من أمن دول الساحل والصحراء، فقد ذكرت هذه المصادر أن خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمام قمة العشرين مؤخرا وتحذيره من خطر تنظيم القاعدة في دول الساحل والصحراء لم يعجب معمر القذافي الذي لم يرق له تسيد الجزائر للمفاوضات التنسيقية بين الدول المعنية بالإضافة إلى ترأسها لقيادة أركان الساحل. وتمثل قضية المعتقلين الجزائريين في السجون الليبية قضية شائكة أخرى، حيث تتزايد الأنباء عن وجود حالات تعذيب خطيرة يتعرض لها المعتقلون الجزائريون في السجون الليبية. وقد كشفت مصادر ديبلوماسية النقاب عن توتر في العلاقات الجزائرية الليبية منذ فترة، وأشارت إلى أن حديث الزعيم الليبي معمر القذافي عن أن استفتاء تقرير المصير بالنسبة لقضية الصحراء هوالحل الواجب اللجوء إليه. وقالت مصادر عليمة أن السلطات العليا في البلاد لاحظت تحولا في وجهة نظر الزعيم الليبي من ملف الصحراء الغربية، وبداية تأييده لأطروحة الرباط المتمثلة في الحكم الذاتي، وهوموقف بدأ في التشكل عقب احتفالات أعياد الثورة في العام الماضي. وكان الوفد المغربي قد احتج وقتها وانسحب بسبب وجود زعيم جبهة البوليساريومحمد ولد عبد العزيز، وهوأمر كاد أن يثير أزمة ديبلوماسية بين طرابلسوالرباط لولا توضيحات ليبية عن عدم وجود نية مسبقة في دعوة البوليساريولاحتفالات الثورة. وأكدت المصادر أن القذافي أبلغ موقفه الجديد لوفد أحزاب التحالف الرئاسي في الجزائر الذي زار ليبيا هذا الأسبوع، ونقلت مصادر عربية عن العقيد القذافي قوله خلال استقباله لوفد الجزائري الذي يضم أحزاب التحالف الرئاسي، حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، "مازلت أقول إن الاستفتاء هوالحل ونحن كعرب ومسلمين وإخوة حرام أن نحارب بعضنا البعض.. يجب ألا نعود إلى السلاح مرة ثانية". وتابع القذافي مؤكدا "أنا مازلت مصرا على الاستفتاء.. وبدونه ليس هناك حل"، مضيفا أنه يجب إجبار كل الأطراف التي ترفض الاستفتاء على اللجوء إليه.