أثارت رسالة مجموعة ال19 شخصية، التي طالبت بلقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، جدلا واسعا بين مؤيدين للمسعى ورافضين له، ففي الوقت الذي ثمن قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي الفكرة، وأكدوا أنها تأتي في سياق مطالبهم، استغربت أطراف أخرى الخطوة، وتساءلت عن صفتها القانونيةن خاصة وأن الدستور لا يسمح لشخصيات بمساءلة الرئيس، وعلى رأسها عمار سعداني، الذي اتهم لويزة حنون بفقدان توازنها منذ رحيل الجنرال توفيق. أعادت الرسالة التي وقعها سياسيون ومجاهدون وحقوقيون ووزراء سابقون، الجدل للساحة السياسية المتخومة بالمبادرات، من أحزاب الموالاة والمعارضة على حد السواء، أو حتى من يطلقون على أنفسهم أبناء المشروع الإسلامي. وفي وقت لم ينجح أصحاب مبادرات سابقة، ولم يتمكنوا من تحقيق التغيير والانتقال الديمقراطي، أو التوافق بالنسبة للموالاة، فضل طرف آخر وضع الرئيس في صورة ما يحدث في الجزائر، وطلبوا لقاءه في غضون أسبوع وسط الكثير من التساؤلات حول مدى هذا المسعى. تنسيقية الانتقال الديمقراطي: كنا السباقين لطرح فكرة إيفاد لجنة للقاء بوتفليقة ثمنت تنسيقية الإنتقال الديمقراطي خطوة ال19 شخصية التي طالبت بلقاء بوتفليقة، وأبدت موقفها على حسابها الخاص على موقع فايسبوك، من خلال إعادة نشر مقال يعود تاريخه لشهر مارس الماضي، حيث تحدث رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي باسم المعارضة، واقترح إيفاد وفد مؤلف من مواطنين عاديين، وشخصيات حكيمة، وسياسيين للوقوف على صحة الرئيس، ووضعه في صورة ما يحدث في البلاد. وأرادت التنسيقية بهذا المقال، الإشارة إلى أنها كانت السباقة لهذه الفكرة، وبالتالي لا يمكنها رفضها لأنها حققت أحد مطالبها. مقري: من دافع بالأمس عن السلطة صار يملك اليوم الوعي لتنبيه الرئيس بالمخاطر ورحبّ رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري برسالة الشخصيات ال19، الداعية إلى مقابلة الرئيس، واعتبرها "دليلا على اتساع دائرة الوعي السياسي لدى شخصيات كانت بالأمس تدافع عن السلطة وأخرى خرجت منذ وقت قريب من الصفّ السلطوي"، وكلاهما كان يرفض مسعى المعارضة الموحد إلى إنقاذ البلد من سياسات الفشل والفساد. وجاء رّد مقري مرحبا بمسعى 19 شخصية، بما فيهم من كانوا بالأمس في تعداد المقربين من الرئيس، مثل وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، إلى جانب شخصيات أعلنت بالأمس القريب معارضتها للسلطة، في إشارة منه الى رئيسة حزب العمال لويزة حنون، واعتبر مقري الرسالة دليلا على انتشار الوعي السياسي بمخاطر تحدق بالبلاد. وكتب مقري على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، "يبدو أن حالة الوعي بالمخاطر التي تحدق بالجزائر بدأت تتسع لدى الكثير من الشخصيات السياسية وهذا شيء مرحب به".