الشعب "لم يقدم صكا على بياض" للرئيس فتحت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، النار على الأحزاب والشخصيات التي تطالب بعقد ندوة وطنية للانتقال الديمقراطي كونهم "جماعة تسعى إلى تقاسم السلطة"، مشيرة إلى أن مسعاهم بمثابة "انقلاب أبيض"، فيما اعتبرت أن الشعب الجزائري "لم يقدم صكا على بياض للرئيس" المطالب بفهم رسائل الانتخابات. قالت لويزة حنون أمس في ندوة صحافية عقدتها بمقر الحزب، إن الانتقال الديمقراطي الذي تطالب به مجموعة من الأصوات التي تعالت مؤخرا من أحزاب وشخصيات سياسية "لا يطلب لما تكون هناك انتخابات ناجحة وفي ظروف عادية"، كما تساءلت المتحدثة عن وجهة هذا الانتقال "المرحلة الانتقالية نحو ماذا؟"، واعتبرت هذا الحديث متجانسا وتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما سنة 2012 الذي تحدث عن "ضرورة توجه دول المشرق والمغرب العربي إلى مراحل انتقالية"، في اتهام واضح ومباشر لتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، وشددت زعيمة العمال على أن المرحلة الانتقالية هي بمثابة "مصادرة للإرادة الشعبية"، مضيفة أن الانتقال الوحيد هو إلى "الجمهورية الثانية" لتأسيس ما سمته "الدولة الديمقراطية" لرص المكاسب المحققة. ولم تتوان حنون عن توجيه انتقاداتها اللاذعة لزملاء مقري، كونهم يبحثون عن الفوضى قائلة "المرحلة الانتقالية تؤدي إلى الفوضى والتدخل الأجنبي"، بالإضافة إلى أنه -كما قالت- هو "تقاسم للسلطة من طرف مجموعة لم يفوضها الشعب"، واعتبرت هذا المسعى "انقلابا أبيض". وفي ذات السياق، أكدت حنون أنها ترفض المطالب المتداولة في الساحة السياسية بشأن "دستور توافقي" باعتبار هذا المطلب "غير ديمقراطي" وأن أصحاب هذا الطرح -حسب حنون- ليس لهم تفويض شعبي لذلك "نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب". من جهة أخرى، قالت الأمينة العامة لحزب العمال، إنه رغم "تأجيل المخاطر" غير أنها "لا تزال قائمة"، يتوجب من خلالها على رئيس الجمهورية أن يستجيب لمطالب الشعب ورسائله التي وجهها في الاقتراع الماضي، باعتبار أنه "لم يقدم صكا على بياض للرئيس"، موضحة "الكرة في معسكر الرئيس المنتخب"، وذكرت المتحدثة أن "كل وقت نضيعه سندفع ثمنه غاليا"، وطالبت الرئيس بوتفليقة بتحديد الأولويات، وأشارت إلى أن "التجديد السياسي" الذي تحدث عنه مدير حملة الرئيس معناه "تجديد مؤسساتي"، من خلال تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة، وإصلاح دستوري عميق، كما أكدت أن "الرئيس يعلم وقد تحدثت معه" أن الإصلاحات التي بادر بها "فشلت كليا"، رغم أن الشعب اختار -حسبها- في الانتخابات "انتخاب الملاذ" وهو الذي وصفته ب«تصويت نافع".