يلتقي زعماء العالم يوم الغد بالعاصمة الفرنسية "باريس" في قمة تجتهد على ملف تحويل مسار الاعتماد المتزايد للاقتصاد العالمي على الوقود الحفري، حيث ستهتم المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة بالعمل على إقناع 195 دولة بالموافقة على خطة لخفض الإنبعاثات الغازية المسببة للإحتباس الحراري الذي يقول العلماء إنه تسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وكشف علماء المناخ على أن حرق الكربون إذا إستمر ولو بالمعدلات الحالية، سيرفع درجة حرارة الأرض عدة درجات مئوية حتى وإن توصل المجتمعون في قمة باريس الأسبوع المقبل إلى اتفاق، وأعتبر العلماء العام 2015 أكثر الأعوام المسجلة للحرارة. ويعني ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، أن يشهد العالم عواقب صعبة منها ارتفاع مستوى البحار وعواصف أكثر شدة وموجات جفاف في البر وفناء عدد كبير من أشكال الحياة في المحيطات التي ستصبح مياهها أكثر دفئا وأكثر حموضة. وفي افتتاح القمة التي تعقد في "لو بورجيه" سيسعى رؤساء دول وحكومات من بين أكثر الدول المنتجة لغازات الكربون على غرار رئيس الولاياتالمتحدة، باراك أوباما، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، للتوصل إلى هدف مشترك مع زعماء الدول الأقل إنتاجا لهذه الغازات في إفريقيا والدول الصغيرة القائمة في الجزر. وعلى الأرجح سيرغم المتفاوضون، النجاح في إلزام الدول الغنية والنامية على السواء في تقليل الاعتماد على الفحم والنفط اللذان قامت عليهما الثورة الصناعية. لكن هناك أصوات أخرى تقول إن قطع الاقتصاد العالمي عن جذوره الصناعية المتمثلة في الفحم والنفط والغاز يهدد بظهور مشكلة أخرى هي ارتفاع تكاليف الطاقة وهو ما يعني حرمان فقراء العالم من الطاقة الضرورية لتحسين ظروف معيشتهم كما أنه سيؤدي صناعات بأكملها في الدول الغنية. وكان تناقض الأطراف المتنازعة حول المناخ سببا في فشل محادثات الأممالمتحدة من قبل، حيث انهارت آخر محاولة للتوصل إلى أتفاق عالمي في "كوبنهاغن" عام 2009 حين أحجم عدد قليل من الدول النامية عن الموافقة على المشروع. وخوفا من أن يقضي أي فشل جديد على أي رغبة في التوصل إلى أتفاق للعمل الجماعي، حاول المنظمون خفض السقف المتوقع لاجتماع "باريس" الذي يخيم عليه أيضا الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية وراح ضحيتها 130 شخصا. ويقول مدير المعهد الدولي للموارد، اندرو ستير، "إذا تم ذلك بطريقة صحيحة فهذا سيحدد شكل الاقتصاد خلال القرن ال21 ، أما إذا سارت الأمور بشكل سيء فالمنتقدون يحذرون عواقب كارثية".