كشف مجلس الشيوخ الفرنسي أن 535 جنديا فرنسا قضوا في الجزائر ما بعد الاستقلال أو ما زالوا في عداد المفقودين وتحديدا من الفترة ما بين 3 جويلية 1962 و1 جويلية 1964، مشيرا إلى أن قانون المالية لسنة 2016 اعترف رسميا بهذه الفئة من الجنود الفرنسيين التي خدمت في الجزائر ما بعد الاستقلال ك"محاربين قدامى" واستفادوا من المنح المنصوص عليها وبطاقة قدامى المحاربين. وحسب سؤال كتابي للسيناتور، إيف دودينيي، عن الاشتراكيين الجمهوريين مؤرخة في 3 ديسمبر الجاري، موجهة لكاتب الدول الفرنسي لدى وزير الدفاع المكلف بقدماء المحاربين، أن ما يناهز 535 جنديا فرنسيا عملوا في الجزائر ما بعد الاستقلال ماتوا أو ما زالوا في عداد المفقودين، حيث تم نشرهم في الجزائر ما بين جويلية 62 و1 جويلية 1964. وطالبت المساءلة بتمكين هؤلاء الجنود من التكريم والتمجيد الفرنسي وتوسيع استفادتهم من الأوسمة على اعتبار أن التكريم الوحيد الذي نالوه هو بطاقة قدماء المحاربين للذين ما زالوا على قيد الحياة أو ذويهم بالنسبة للمتوفين. وطالبت المسالة بتحديد قائمة المهام التي تولاها الجنود الفرنسيون في الجزائر ما بعد الاستقلال والتي امتدت إلى غاية 1 جويلية 1964، موضحة أن قانون المالية لسنة 2016 أدرج بندا يعترف بهذه الفئة التي خدمت في الجزائر بعد انتهاء الحرب، وإلى غاية 1 جويلية 1964 كمنتمين إلى قدماء المحاربين وتمكينهم من الاعتراف الرسمي. وتهاطلت الأسئلة الكتابية من طرف أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي في المدة الأخيرة على كتابة الدولة الفرنسية لدى وزارة الدفاع الوطني المكلفة بقدماء المحاربين الذين عملوا في الجزائر خلال وبعد الثورة التحريرية، وخاصة من المنتمين للأحزاب اليمينية الذين ما زال يراودهم الحنين إلى الجزائر الفرنسية. وحذت الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" حذو مجلس الشيوخ، حيث أمطر أعضاؤها المكتب بالأسئلة الكتابية الموجهة لكتابة الدولة لدى وزير الدفاع المكلف بقدماء المحاربين، التي طالبت في مجملها بالاعتراف بهم وخاصة أولئك الذين عملوا في الجزائر بعد صيف 62 وجلهم كان في المواقع النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية. ويبدو أن هذا التزامن ليس بريئا، خصوصا أنه يأتي في وقت هيمنت فيه الجبهة الوطنية الفرنسية من اليمين المتطرف على الانتخابات الجهوية بفرنسا، ومعلوم أن هذا الحزب نشأ في أوساط اشد المؤيدين لفكرة الجزائر الفرنسية إبان الثورة التحريرية ما يعني أن الحنين ما زال يراود فعلا أنصار هذا التيار لفكرة الجزائر الفرنسية.