تتواجد بلدية سدراية المضيافة الحدودية والريفية في أقصى شرق ولاية المدية حيث تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 95كلم بينما لا تتعدى المسافة التي تفصلها عن ولاية البويرة بأقل من 45 كلم الشيئ الذي جعل السكان يحسون انهم تابعون للولايتين ، كما أن جل المبادلات التجارية تتم مع سكان بلدية بئر غبالو التابعة لولاية البويرة و التي تبعد عن مقر بلدية سدراية بجوالي 10 كلم فقطونحن في طريقنا إلى بلدية سدراية أدهشتنا خلابة المناظر الطبيعية التي تناغمت مع الأولوان التي شكلتها أزهار الاقحوان مع إخضرار السنابل في حقول الواسعة المترامية الاطراف مشكلة لوحة فنية هي آية من الإبداع الإلاهي ، وعندما تتأمل وجوه سكانها تلمس بساطة وتواضعا وتحديا في الوقت داته . وعند حديثنا مع سكانها أكدوا جمبعا بنبرة واحدة أن بلدية سدراية عانت كثيرا من خلال سنوات المأساة الوطنية من همجية الارهاب ودفع سكانها الثمن غاليا حيث واصبح الدخول اليها صعبا والخروج منها مستحيلا كما فرض عليها حصارا شرسا ، مما دفع بالعديد من قاطينها إلى النزوح إلى مناطق ومدن أكسر أمنا حيث شهدت عملية النزوح ريفي أزيد من 3 الاف نازح . ولما كان دوام الحال من المحال وبفضل عظمة الرجال عاد الامن والامان لتعود معه التنمية واجتمع الكل للنهوض بهده البلدية واعادة وجهها المشرق وايقا ضها من سباتها وأصبح الفرق شاسعا بين سدراية الامس وسدراية اليوم بفعل جملة المشاريع التي استفادت منها كاشفة الوجه الاخر لسدراية . في بداية الامر كانت المسؤولية ثقيلة على حد تعبير احد أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية سدراية في لقاء جمع الجزائرالجديدة به قصد إعادة إعمار الأرياف وإنجاح الخطة التنموية القائمة على الفلاحة ولذات الغرض استفادت سدراية من 157حصة موجهة للبناء الريفي وموزعة على 10قرى أهمها الضوامنية ، أاولاد بريش والشلابة والبياضة لكن تبقى قليلة مقارنة بالعدد الكبير للطلبات الذي فاق 500 طلب . ولتحسين الواجهة على محور الطرق البلدية والولائية وكذا الوطنية تم توزيع 20حصة موجهة لترميم السكنات ولامتصاص السكن الهش شرع في انجاز 50 مسكن ذو طابع اجتماعي كما تم بناء 25 مسكن مجمع ريفي في وسط حضاري يبقى في انتظار إكمال النقائص في الكهرباء والماء والتهيئة . هذا وقد قطعت البلدية شوطا كبيرا في مجال التغطية الكهربائية وشبكة الري إلا أن مطلب السكان الرئيسي كان وما زال يتمركز حول ربطهم بشبكة المياه من سد البياضة الواقع في إقليم تراب البلدية وتستفد منه البلديات المجاورة على غرار العزيزية والميهوب والقلب الكبير وتبقى هي محر ومة ،على حد وصف العديد من السكان كما تبقى الكثير من القرى تعاني العزلة بفعل اهتراء الطرق البلدية فسدراية بحاجة الى 25 كم لتعبيد الطرقات وفك العزلة وعلى صعيد أخر طالبت فئة الشباب مدهم بالاعانات المالية قصد الاستثمار في الأراضي الفلاحية وتطوير تربية الدواجن والابقار التي تشتهر بها بلدية سدراية . القطب الحضاري والثانوية حلم السكان هذا كل مايتمناه سكان السدراية تحقيق حلمهم في إنجاز قطب حضري وخاصة وأن الأرضية موجودة و 160 عائلة بالقرية الفلاحية بالوسط الحضري قد تآكلت بناءاتها وتصدع الكثير منها وأصبحت مهددة بالانهيار في أي لحظة كيف لا ؟ وقد مر على زمن بنائها أكثر من ثلاثين سنة فزمن بنائها يعود الى زمن الراحل هواري بومدين وفي سياق متصل تعاني سدراية مشكل في مايخص قنوات الصرف الصحي التي تتدفق مياهها القذرة في أراضي زراعية فحسب عضو المجلس البلدي فإن بلديتهم بحاجة الى 02 كلم من هذا الجانب لايصال قنوات الصرف الصحي بواد زغوة . أما مشروع الثانوية الذي علق عليها سكان المنطقة آمالا كبيرة قصد الحد من معاناة تلاميذ المنطقة البالغ عددهم 450 تلميذ يزاولون دراستهم في ثانويات متفرقة بئرغبالو - العزيزية - القلب الكبير، يبقى رهين الأدراج وموعد بنائها مؤجل إلى إشعار آخر . و في المجال الثقافي فقد عرفت بلدية سدراية صحوة ثقافية بعد أن كانت تعيش سبات ثقافي عميق فاليوم قد عادت اليها الافراح خاصة بعد إنجاز المكتبة البلدية وتاثيثها وتجهيزها بأحدث الوسائل وأصبحت قبلة مفضلة لدى شباب المنطقة للتخلص من جحيم الروتين الذي عاشوه لفترة طويلة فاليوم السدراية قدتغيرت كثيرا في انتظار مشاريع اخرى للنهوض بها أكثر .