بلدية بوطي السايح هي إحدى البلديات التابعة لدائرة سيدي عيسى تبعد عن مقر الولاية المسيلة بمسافة 88 كلم وتقع في الجهة الشمالية الغربية من الولاية، وهي نقطة اتصال بين ولاية المسيلة وولايتي الجلفة وتيارت ولها حدود مع ولايتي الجلفة والمدية أنشئت إثر التقسيم الإداري الأخير سنة .1984 وتعود تسمية البلدية إلى الشهيد بوطي السايح أحد أبناء البلدية الذي استشهد عام 1958 بضاية اللبن في عملية فدائية ضد المستعمر الفرنسي والتي قتل فيها رفقة بعض المجاهدين عددا كبيرا من عملاء الاستعمار وبعض رجال الدرك، وبعد اشتباك طويل تمكن رجال الدرك من القضاء عليه رفقة بعض من رفقائه بالمكان المذكور المتواجد على الطريق الوطني رقم 40 المعروف بطريق لاروكاد. تتربع البلدية على مساحة تقدر ب 715 كلم2 ويقطنها أكثر من 9000 نسمة يتوزعون على أحد عشر تجمعا سكنيا في مقدمتها التجمع الحضري دوار البراردة المتواجد بمقر البلدية، ودوار القطفة وأولاد علي بن داود وأولاد الربيع والموافيق وأولاد بن علية وأولاد عامر وأولاد يحي بن عيسى وزلوف والحوالة ولقواز. وينتمي السكان إلى العرشين الكبيرين المنتمين إلى أولاد نايل وأولاد سيدي عيسى، وتتميز بالطابع السهبي الفلاحي الرعوي، بها أكثر من 69 ألف هكتار مخصصة للرعي وأكثر من 3 آلاف هكتار للفلاحة منها، 50 هكتارا مسقية أغلبها مخصص للحبوب والأشجار المثمرة منها الزيتون والأراضي الفلاحية بالبلدية قابلة للتوسعة، وبإمكان البلدية إن توفرت لها بعض الإمكانيات في المجال الفلاحي أن تصبح من البلديات الأولى في إنتاج الحبوب واللحوم والألبان ومشتقاتها، وتعتبر بوطي السايح من البلديات الرائدة في تربية أحسن السلالات الحيوانية خاصة الأغنام التي يتجاوز عددها ال 50 ألف رأس وأكثر من ألفي رأس من الماعز والأبقار ب 400 رأس هذا بالنسبة للحيوانات التي تم إحصاؤها رسميا خارج الحيوانات غير المصرح بها. وخصصت ''الحوار'' تحقيقها هذا الأسبوع لبلدية بوطي السايح التي التقينا برئيس بلديتها بن عيسى سلامي وبعض من أعضاء مجلسه أين قدم لنا حصيلة مفصلة للتنمية بالبلدية خلال الخماسي الأخير ( 20092005 )، وأوضح بأن بلديته كانت تعاني فيما مضى من العزلة وبفضل المشاريع التنموية التي خصصتها الدولة من خلال الولاية للبلدية التي عرفت من خلالها انتعاشة كبيرة في مختلف المجالات أخرجتها من دائرة الفقر بتوفير جميع المتطلبات الضرورية من صرف صحي ومياه الشرب والكهرباء الريفية والحضرية والطرقات والمسالك ودعم المؤسسات التربوية خاصة الابتدائية منها، واعتبر السيد سلامي بن عيسى بأن اهتمام الدولة بالريف خلال العشرية الأخيرة ساهم إلى حد كبير في استقرار السكان بتجمعاتهم الأصلية وشجع الذين هاجرو أراضيهم على العودة إليها بعد استتباب الأمن بها والدعم الذي قدمته الدولة لهم. ويذكر رئيس البلدية بأن بلديته نالت حصتها من التغطية بالمياه الشروب بنسبة 96 ٪ مست مختلف القرى والمداشر وأعطى لنا أمثلة عن بعض البرامج التي استفادت منها البلدية سواء بالنسبة لبرامج التنمية المحلية أو البرامج القطاعية وغيرها. منطقة البراردة مركز استفادت هذه الأخيرة من عدة مشاريع في مجالات مختلفة، في الري تم إنجاز بئر تدعيمي بقيمة 5 ملايين دج وبئر تعويضي بنفس المبلغ ضمن برنامج التنمية البلدية، كما استفادت من مشروع ربط بئر بخزان على مسافة 6 كلم (قطاعي) بغلاف مالي 5,6 مليون دج بالإضافة إلى مشاريع أخرى كإنجاز خزان مرتفع بسعة 250م3 وتأهيل الشبكات والقنوات وتزويد كل من فرقة البركي والشيخ والعامر بالماء الشروب، بالإضافة إلى عمليات أخرى مست إنجاز مسالك ريفية وعيادة متعددة الخدمات وملعب بلدي ودار للشباب وتهيئة حضرية وترميم المدارس وملعب جواري ومكتبة بلدية لغلاف مالي تجاوز 50 مليون دج ( 5 ملايير سنتيم ). منطقة زلوف في حين استفادت منطقة زلوف الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية للبلدية على بعد 5 كلم من عدة مشاريع منها مشروع خاص بشبكة توزيع الماء لقواز وأخرى لأولاد عامر وطريق بلدي على مسافة 3كلم وترميم مدرسة زلوف، كما استفادت المنطقة من الكهرباء الريفية على مسافة 2 كلم بالإضافة إلى إنجاز وتجهيز مطعم مدرسي بغلاف مالي تجاوز 20 مليون دج بالنسبة للمشاريع التي تدخل في إطار برامج التنمية البلدية. أولاد يحي بن عيسى استفاد هذا التجمع هو الآخر من مشاريع عديدة في مجال الطاقة ( الكهرباء الريفية) تم ربطها ب مسافة 8 كلم وايصال مياه الشرب للعديد من المناطق التابعة لها من بينهم الموافيق، كما استفاد التجمع من مشروع إنجاز شبكة التطهير وترميم مدراس تازليت وضريبين بغلاف مالي يتجاوز 55,21 مليون دج. أولاد الربيع التجمع الريفي أولاد الربيع المتواجد في الجهة الغربية من البلدية على بعد 3 كلم استفاد من مشاريع مختلفة، توزيع مياه الشرب وإنجاز خزان بسعة 150م3 وإنجاز مضخة دفع مع التوزيع وتزويد منطقة الرواقب بالمياه الشروب ومسلك ريفي على مسافة 5 كلم وترميم مدرسة الخوضة وفيض الطريق. القطفة قرية القطفة استفادت من إنجاز بئر وخزان بسعة 150 م3 وربط وتوزيع المياه على مسافة 7 كلم وإنجاز طريق ولائي على مسافة 22 كلم وإنجاز شبكة مياه على مسافة 4 كلم ومسالك ريفية وترميم مدرسة القطفة القديمة والجديدة وإنجاز ملعب جواري ماتيكو بغلاف مالي قدر ب 46,23 مليار سنتيم. أولاد علي بن داود كان نصيب هذا التجمع الريفي أولاد علي بن داود من المشاريع كبير كإنجاز بئر وسد تحويلي وربط سدود وإنجاز جب وحواجز مائية وطريق بلدي على مسافة 7 كلم وشبكة توزيع المياه على مسافة 5 كلم وأخرى على مسافة 4 كلم وإعادة تأهيل القناة الرئيسية وترميم مدرسة بوطي السايح الجديدة ومدرسة حاسي الونوغي. أولاد بن علية استفاد هذا التجمع هو الآخر من جملة من المشاريع منها إنجاز مشروع توزيع مياه الشرب ومشروع آخر لتكملة توزيع الماء ومشروع آخر للكهرباء الريفية ب 5كلم. التجمع الحضري بمقر البلدية استفادت بلدية بوطي السايح من سيولة مالية من ميزانية الولاية لشراء حافلة للنقل المدرسي بغلاف مالي 4 ملايين دج ومن مبلغ 6,1 مليون دج لشراء سيارة، كما استفادت البلدية من عتاد للحظيرة فيما استفاد الشباب من 30 محلا تجاريا مهنيا تم توزيع 16 منها، كما استفادت من حصة 326 سكن ريفي تم إنجاز وتسليم منها مايقارب 75 ٪. الانشغالات رغم المشاريع التي استفادت منها بلدية بوطي السايح في مجال التنمية يطمح سكانها في دعم بلديتهم بمشاريع أخرى، من قبيل تحسين الخدمات الصحية، حيث تتواجد بالبلدية 5 قاعات للعلاج منها 2 متوقفتان عن العمل، واحدة منها بمقر البلدية مركز والثانية بالقطفة وأخرى بأولاد علي بن داود، وقاعتان مغلقتان بكل من زلوف وأولاد الربيع ويلح السكان على فتح هذه القاعات خاصة في فصل الصيف الذي تكثر فيه لسعات العقارب، وفتح هذه العيادات سيحسن الخدمات الصحية بالبلدية، كما يناشد السكان المسؤولين على كل المستويات بإدراج قراهم ومداشرهم بغاز المدينة كون المنطقة تتميز بالبرودة شتاء والسكان يعانون كثيرا من تكاليف غاز البوتان الذي تعرف أسعاره ارتفاعا كبيرا في فصل الصيف، ويشيرون بأن أنبوب الغاز لايبعد عنهم سوى ب 2 كلم كالشراقة وبيت البركي وضيف وبيت عثمان وتوهامي وبيت العامري والقرية... كما يطالب سكان الأرياف التي لم تصلها الكهرباء الريفية بدعمها بالكهرباء كمنطقة لقواز ولموا فيق وأولاد علي بن داود ومداني وونوغي وبقية دوار البراردة. كما يطالبون بفتح داخلية بالمتوسطة لتحسين ظروف الدراسة للتلاميذ الذين يقطنون خارج البلدية خاصة في فصل الصيف ويطالبون بإنجاز مركز للتكوين المهني لفائدة الشباب الذين أنهوا دراستهم لتجنيبهم التنقل للبلديات المجاورة للتسجيل فيها وإنجاز مركز للتكوين المهني سيمكن العديد من التلاميذ من التكوين خاصة البنات للحصول على شهادات تمكنهم من الحصول على عمل بها أو فتح مشاريع خاصة بهم، كما طالبوا بإنجاز طريق يربط البلدية ببلدية عين افقه على مسافة 08 كلم لفك العزلة على البلدية. وفي ختام جولتنا بالبلدية طلب منا بن عيسى سلامي رئيس المجلس البلدي لبلدية بوطي السايح وأعضاء مجلسه تقديم رسالة شكر لوالي المسيلة السيد مانع محمد الصالح على المجهودات التي بذلها لصالح سكان البلدية في مجال مشاريع التنمية والتي أعطت دفعة كبيرة لها وأخرجتها من العزلة والفقر والتهميش، كما ألحوا علينا بتقديم رسالة شكر أخرى للوالي لمساهمته في حل المشكل الذي كان قائما بين أعضاء المجلس وهذا ما جعلهم جسدا واحدا من أجل خدمة البلدية وسكانها.