ال ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدةلسوريا أمس إنه يتوقع حدوث "سقطات" في وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه الجمعة وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال. وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع من خلال اتصال عبر الفيديو "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات " في وقف القتال الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدة وروسيا. وأضاف أن "النقطة المهمة هي ما إذا كان سيتم السيطرة واحتواء هذه الحوادث بسرعة. هذا سيكون الاختبار". وقال إنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة. وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل. وستلتقي الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا يوم السبت في جنيف لتقييم وضع وقف العمليات القتالية. وقال "دعونا نصلى لنجاح ذلك لأنه بصراحة هذه أفضل فرصة يمكن أن نتخيلها حصل عليها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة من أجل رؤية شيء أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام". وستتولى الولاياتالمتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأممالمتحدة في جنيف. وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولاياتالمتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام. وقال دي ميستورا إن اللجوء إلى رد عسكري يجب أن يكون ملاذا أخيرا ومتناسبا. وإذا تماسك وقف العمليات القتالية فإن دي ميستورا يعتزم بدء جولة ثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في السابع من مارس تمتد لمدة ثلاثة أسابيع في المرحلة الأولى. وستظل أجندة المحادثات هي نفسها كما كانت في الجولة الأولى التي علقها دي ميستورا فجأة في الثالث من فبراير شباط وهي تشكيل حكومة جديدة شاملة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون 18 شهرا. وامتنع دي ميستورا عن توضيح ما إذا كان سيتم توجيه دعوة لممثلين أكراد للمشاركة بعد استبعادهم من الجولة الأولى. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية إن محادثات السلام السورية ستعقد في 7 مارس المقبل، إن صمد وقف إطلاق النار. وقال دي مستورا "على افتراض.. أن وقف الأعمال العدائية سيصمد إلى حد كبير، إن شاء الله، واستمر وصول المساعدات الإنسانية بدون انقطاع، اعتزم استئناف المحادثات السورية يوم الاثنين الموافق 7 مارس". ودخل اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت بتوقيت دمشق بموجب اتفاق اميركي روسي تدعمه الاممالمتحدة. وهذه الهدنة هي الاولى بهذا الحجم في سوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ نحو خمس سنوات اسفر عن مقتل اكثر من 270 الف شخص. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحكم سيطرته على مناطق واسعة في سوريا وخصوصا في شمال وشمال شرق البلاد، فضلا عن جبهة النصرة التي تتواجد في محافظات عدة، غالبا ضمن تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامي. ودعا زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في وقت سابق الفصائل المقاتلة الى رفض الهدنة التي وصفها بانها "مذلة". وبحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان فان المناطق المعنية بالاتفاق تقتصر على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال)، حيث تتواجد الفصائل المقاتلة غير الجهادية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "هدوءا تاما يعم مطار حميميم العسكري (في منطقة اللاذقية) الذي تستخدمه القوات الروسية، وهناك توقف لحركة الطيران الروسي انطلاقا من المطار"، مشيرا الى ان "هدوءا يعم جبهات ريف اللاذقية الشمالي" الذي شهد خلال الساعات ال24 الماضية معارك عنيفة اسفرت عن مقتل 40 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وقبيل دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، تبنى مجلس الامن الدولي قرارا يصادق على الاتفاق الاميركي الروسي في شأن وقف الاعمال العدائية في سوريا ويطالب جميع الاطراف المعنيين بتنفيذه.